المدير الإقليمي لـ«ريتشارد ميل»: الشرق الأوسط يستأثر بـ15% من مبيعاتنا العالمية
لمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، ودولة الكويت بصفة خاصة، مكانة رفيعة في سوق منتجات الرفاهية والفخامة، لا سيّما قطاع الساعات الراقية التي تحظى باهتمام كبير من أبناء المنطقة، ولعل ذلك كان أحد أهم الأسباب في الإقبال الكبير من جانب كبرى شركات الساعات على طرح أحدث وأهم موديلاتها في المنطقة، وفي صدارتها ساعات “ريتشارد ميل” التي تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى مرادفات للرفعة والفخامة على مستوى العالم. وزاد من شغف شركات الساعات السويسرية والعالمية بهذا الإقليم ما اكتسبه سكّانه من خبرات مهمة ومعارف متعمّقة في دنيا مؤشرات الزمن، كما انتقل شغفهم بمنتجات عدد من ماركات الساعات إلى آفاق غير مسبوقة، ولم يقتصر الأمر على الرجال فحسب، بل شمل النساء أيضاً، الأمر الذي وجد صدىً كبيراً له لدى “ريتشارد ميل” التي رغم حرصها خلال السنوات الماضية على الاهتمام بموديلات الساعات الرجالية بشكل لافت، لم تغفل بأية حال الساعات النسائية، فقدمت لهن باقة منتقاة من روائعها الميكانيكية الشديدة التعقيد والمتناهية الدقة، بإطلالات أنثوية ساحرة تمس شغاف قلب المرأة.
تسليطاً للأضواء على أحدث موديلات الساعات الصادرة عن “ريتشارد ميل” ومتابعةً لأحدث أخبار الشركة، حرصت “واتش مي” على لقاء بيتر هاريسون، الرئيس التنفيذي لهذه الدار في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والذي سلّط الضوء على أهمية منطقة الشرق الأوسط على خريطة “ريتشارد ميل”، كما تناول خدمات الصيانة والإصلاح التي توفرها الدار، وغير ذلك من المواضيع التي تهم عاشقي مؤشرات الوقت.
بكم يستأثر الشرق الأوسط من إجمالي مبيعات “ريتشارد ميل” حول العالم؟
يمكنني القول بأن الشرق الأوسط يضطلع بنحو 15% من إجمالي مبيعاتنا العالمية، وهي نسبة كبيرة يعود الفضل فيها إلى عدة عوامل، ولكن يظل العامل الأهم من بينها هو التوسّع الذي انتهجناه أخيراً في قطاع الساعات النسائية، حيث لاقت موديلاتنا الجديدة ردود فعل رائعة للغاية. ومن العوامل المساهمة الأخرى ما تتسم به ساعات “ريتشارد ميل” من راحة حال استقرارها على المعصم، علاوة على تصاميمها الحيوية التي تروق للكثير من الزبائن.
هل لك أن تسلّط الأضواء على خططكم التوسّعية في المنطقة؟
تنطوي غالبية خططنا التوسّعية في العامين المقبلين على افتتاح بوتيكات جديدة، بعدما عززنا حضورنا في هذه المنطقة خلال عام 2014 بافتتاح مكتب إقليمي لنا فيها، والذي سندير من خلاله بصفة أساسية كامل عمليات توزيع ساعاتنا، وهو نفس الأسلوب الذي نتبعه في مدن أخرى مثل لندن، ولوس أنجلوس، وغيرها. أيضاً، سيكون لدينا قسم علاقات عامة خاص بنا، وسيشمل الأمر كذلك قاعدة خدمية مهمة. ونحن لا ندخر وسعاً في سبيل زيادة دعاياتنا في أنحاء المنطقة، عبر وسائل الإعلام الخارجية وأيضاً وسائل الإعلام التقليدية، وربما نطلق برنامجاً مخصصاً للإعلام الاجتماعي باللغة العربية.
تنتج شركتكم باقة مهمة من الساعات ذات الآليات الشديدة التعقيد التركيبي. تُرى، كيف توفرون خدمات صيانتها وإصلاحها على النحو الأمثل؟
عملنا على مدار 2014 على زيادة والارتقاء بخدمات ما بعد البيع في بوتيكاتنا، ففي لندن يتوفر ثلاثة من صانعي الساعات، بخلاف صانع ساعات آخر يعمل في مركز توزيعنا الرئيسي لإجراء اختبارات ما قبل تسليم الساعات. وفي باريس لدينا صانع ساعات بدأ عمله قبل فترة وجيزة، وسيكون هناك صانع ساعات آخر. والأمر نفسه ينطبق على جنيڤ، حيث نعمل على مضاعفة حجم المتجر، وسيتواجد به صانع ساعات. وتوفير خدمات ما بعد البيع بمتاجرنا خاصية أساسية نحرص على تقديمها، بنفس المستوى الذي تمتاز به شركتنا. وبخلاف خدمة الساعات في مرحلة ما بعد البيع داخل متاجرنا، سيستطيع الزبائن الحصول على ساعاتهم التي تحتاج إلى خدمة بسيطة داخل المتجر في غضون فترة زمنية قصيرة، مقارنةً بالزمن الذي تستغرقه الخدمة حال إرسال الساعة إلى جنيڤ، ثم الانتظار حتى عودتها.
رغم نفاد كل نُسخ ساعة RM 35-01 بمختلف منافذ البيع، انتشرت شائعات تفيد بأن هذا الخبر عارٍ من الصحة، وأنه ربما يكون هناك تباطؤ في الإنتاج. فما تعليقك؟
نخطط للإنتاج عادةً قبل 18 شهراً من تسليم الساعة بعد اكتمال تصنيعها، واعتمدنا جزئياً في تحديد إجمالي إنتاج RM 35-01على مبيعات نسختها السابقة، ساعة RM 35، والتي حققت شهرةً كبيرةً للغاية. ومن خلال علبة الساعة الجديدة، والتي استعملنا في تصنيعها كربون NTPT، حققنا مفاجأةً مدوّيةً. وحقيقةً ليس هناك تأخير، والطلب عليها أكبر بكثير من توقعاتنا.
ما شريحة الزبائن الذين تخاطبهم ساعة “آڤييشن توربيون”؟
نالت هذه الساعة إعجاب عدد كبير من الزبائن، وبالحديث عن الشرق الأوسط، نجد أن واحدة من أفضل وأعقد المروحيات على مستوى عالمنا المعاصر هي “ساركوڤسكي بلاك هوك”، والتي يصل سعرها إلى نحو 400 مليون دولار أمريكي، وغالبية تطبيقات هذه الطائرة عسكرية بالطبع. ورغم ثمنها الباهظ، يستأثر الشرق الأوسط وحده بثلاثين طائرة من هذا الطراز خاضعة للملكيات الشخصية. ومن وحيها، ابتكرنا ساعتنا هذه ذات النكهة العسكرية المثيرة، وبكل تأكيد هناك قطاع لها من السوق.
تبيع “ريتشارد ميل” ساعات التيتانيوم بأسعار قريبة من أسعار الساعات الذهبية، على خلاف العديد من الماركات الأخرى، فما السر في ذلك؟
يتكلّف تشكيل التيتانيوم أكثر مما يتكلّف تشكيل الذهب، بينما تكلفة المادة الخام في الساعة الذهبية تفوق نظيرتها في ساعة التيتانيوم. وبالنظر إلى البراغي في ساعة التيتانيوم، نجد أن البرغي الواحد يخضع لأكثر من ثلاثين عملية مختلفة، بما فيها تشكيل مظهره الخارجي، وأعتقد أن الكيلوغرام من هذه البراغي يساوي 20 مليون دولار. والأمر هنا يتعلّق بتكلّفة تقنيات وفنون التشغيل والتصنيع. ونحن نصنع ساعات ذهبية، لأنني أرى أنها تنعم بجودة جمالية لافتة، ولكن علب التيتانيوم تعكس نهج “ريتشارد ميل” بشكل مميّز.
برأيك، لماذا يفضّل الكثير من الناس اقتناء ساعات التيتانيوم؟
أعتقد أن ذلك يرجع إلى عدة عوامل منها ما توفره هذه الساعات من راحة عند الاستعمال، بخلاف طابع المتانة الذي يميّز المعدن، ناهيك عن خفّته الفائقة، علاوة على قدرته الأسطورية على مقاومة البلى والتآكل. إنه معدن عملي تماماً. ومع ذلك، أرى أن هناك مساحة زمنية ومكانية للساعة الذهبية. ومن الناحية العملية، تخاطب الساعات التي نصنعها سائقي السباقات، وغير ذلك من أنواع الرياضات، والتي يلائمها التيتانيوم على أفضل نحو.
إذا طُلِبَ منك اختيار أكثر ساعات “ريتشارد ميل” تفضيلاً من وجهة نظرك، أيها ستختار؟
سأختار RM 004! فأنا أمتلكها منذ 2007، وهي بالنسبة لي تجسّد خلاصة السمات المميّزة لـ”ريتشارد ميل”. وتعكس هذه الساعة طابع التميُّز في الزمن الماضي بقدر تطلّعها نحو المستقبل، وهي سمة تنبع من حقيقة أنها استغرقت نحو 6 إلى 7 سنوات منذ وضعت فكرة تصورها وحتى تم تسليم أولى قطعها. وشخصياً، أرى أنها تنعم بحجم مثالي.