تشتهر رائدة صناعة الساعات المتطورة؛ شركة روجيه دوبوي، بالإتقان الفني للساعات التي تبتكرها، إذ يُعدّ بعض ساعاتها من روائع صناعة الساعات التي تتجاوز حدود النحت الدقيق والإبداع محلقة بعيداً. تحدثنا في هذه المقابلة مع غريغوري بروتان – مدير استراتيجية الإنتاج في روجيه دوبوي – أثناء زيارته الأخيرة إلى دبي بمناسبة إطلاق ساعة Platinum Edition Excalibur Monobalancier بلاتينيوم إيديشن أكسكاليبور مونوبلانسييه؛ وهي إصدار حصري بالشرق الأوسط يتوافر فقط في بوتيك العلامة في دبي مول.
في البداية حدثنا عن إصدار روجيه دوبوي الجديد Platinum Edition Excalibur Monobalancier Dubai بلاتينيوم إيديشن أكسكاليبور مونوبلانسييه دبي. وهل هذه الساعة ذات إصدار محدود؟
لا، ليست إصداراً محدوداً من حيث عدد القطع، ولكنها ستكون محدودة من حيث الإنتاج؛ حيث سنقوم بإنتاج من 10 إلى 12 قطعة فقط سنوياً. والفكرة وراء هذا الإصدار هي العودة إلى استخدام البلاتين، بما هي مادة استخدمتها روجيه دوبوي في الماضي لصُنع ساعاتها، وهي مادة مهمة بالنسبة إلينا لأنها مادة يحبها جامعو ساعات العلامة. وقد أردنا أن يكون هذا الإصدار شيئاً فريداً؛ فنحن في روجيه دوبوي نحب استخدام ألوان مختلفة في تصاميمنا، وهو أمر لا نستطيع فعله في ساعاتنا المصنوعة من الكوبالت؛ إذ إن هذه المادة ذات لون أزرق غامق. ولذا نقوم بمناغمة الألوان بالنسبة إلى ساعاتنا المصنوعة من الكوبالت، ومن ثم تكون آلية الحركة التي تحتضنها العلبة المصنوعة من الكوبالت باللون الأزرق، ما يجعل من السهل تمييزها. لكن الآن مع إصدار البلاتين، تتضمن العلبة حركة باللون الأخضر.
كيف توصلتم إلى هذه الدرجة من اللون الأخضر، حيث تبدو فريدة وآسرة؟
أردنا لوناً فريداً وغير مبهرج. ولأننا نتوقع أن تكون من الساعات التي يسعى الجامعون لاقتنائها، فقد أردنا أن يكون لوناً بسيطاً فعالاً. كان التحدي هو الحصول على شيء يتناغم مع الأحزمة مختلفة الألوان؛ مثل الأحزمة باللون الأبيض أو الأسود. وهو أمر يبدو تقليدياً ولكنه مبتكر في الوقت نفسه، ويحقق التوازن المثالي لهذا النوع من المواد. ومن الآن فصاعداً، ستكون جميع ساعاتنا المصنوعة من البلاتين بهذا اللون المميز. ولأننا نحب التفاصيل الصغيرة، فقد أضفنا إلى دوّار التعبئة متناهي الصغر ألماسة صغيرة، ما يضيف بدوره طابعاً مميزاً إلى واجهة الساعة.
أثناء معرض ساعات وعجائب، قمتم أيضاً لأول مرة بإطلاق نظام التبديل السهل للإطار والتاج والحزام، فهل سيكون هذا النظام متضمناً في المزيد من الساعات مستقبلاً؟
لا، فالفكرة كانت استخدام ذلك النظام حصرياً لساعات بيريلّي، وبهذا فإن جميع ساعات بيريلّي التي سنصدرها مستقبلاً ستكون متضمنة هذا النظام. والفكرة من ذلك هي تجديد ساعة بيريلّي باستمرار، بحيث نخرج بإضافات جديدة كل عام.
وهل سينطبق هذا أيضاً على ساعات هوراكان؟ أو أن الأمر مقصور على ساعات بيريلّي؟
لا، هذا النظام مقصور على ساعات بيريلّي. فقد بدأنا بإضافة بعض التغييرات على الإطار في ساعاتنا فائقة التطور، لأننا أردنا منح زبائننا الذين يشترون ساعاتنا بالغة الحصرية مثل هذه المزية؛ حيث إنه من الممتع أن تتضمن الساعة إمكانية تبديل هذه الأجزاء.
بالفعل هي فكرة رائعة، كما أنها المرة الأولى التي يكون لدينا فيها ساعة يمكننا تغيير أجزاء كثيرة منها؛ لكن كيف توصلتم إلى هذا المفهوم؟
فكرة تبديل كل شيء تتلاءم بشكل رائع مع ساعات بيريلّي؛ لأنك في محطات الصيانة والتزود بالوقود أثناء السباق تقوم بتغيير كل شيء تقريباً في وقت قصير جداً. وقد أجرينا مسابقة داخل الشركة للوقوف على مدى السرعة التي يمكن بها تغيير كل هذه الأجزاء، فكان أقصر زمن تحقق لفك الأجزاء القديمة وتركيب إطار وتاج وحزام جديدة؛ هو 30 ثانية.
هل لك أن تخبرنا كيف تصورتم فكرة ساعة Knights of the Round Table؟ وهل توقعتم حينها أن تحقق الساعة ذلك النجاح وأن يستمر هذا النجاح لفترة طويلة؟
بدأت الفكرة بعد أن أردنا ربط اسم علبة الساعة بتلك الأسطورة – فرسان المائدة المستديرة – حيث إن أكسكاليبور Excalibur هو اسم سيف الملك آرثر. فقررنا إبداع الساعة بمفهوم فرسان المائدة المستديرة، حيث يأتي الميناء على شكل مائدة. وهي فكرة رائعة للغاية لأنها تتناسب أيضاً مع فلسفة العلامة؛ فالفرسان هم مجتمع من نخبة الخبراء وكذلك نحن في روجيه دوبوي.
وفي البداية، لم نكن نتخيل أن الساعة ستحقق ذلك القدر من النجاح. كان التعبير عن الفكرة قوياً جداً، وكانت قيمة الساعة عالية، ومن حيث التصميم كانت ساعة فريدة ومبتكرة. وينبع جمال ساعات Knights of the Round Table من كون تصنيعها معقداً للغاية، وربما كان هذا السبب الرئيسي لنجاح هذا المنتج.
ما مدى صعوبة تصور وإبداع إصدارات جديدة من ساعة Knights of the Round Table، خصوصاً أن الإصدارات الأخيرة وبخلاف الإصدارات الأولى تتضمن أيضاً حركات معقدة إضافة إلى منحوتات فائقة الصغر، وتشطيبات بالغة الرقي؟
من ناحية الاستراتيجية الخاصة بهذه الساعة، يُفترض أن نقوم بتغيير الفكرة الفرعية للتصميم كل ثلاثة أعوام، بينما نقوم بتغيير اللون كل عام. وبعد ثلاثة أعوام نغير الفكرة الرئيسية للتصميم، وعندما نفعل بذلك نقوم أيضاً بتغيير الفرسان. وقد كانت هذه استراتيجية رائعة في البداية، لكن حالياً ومن حيث التوقيت فمن الصعب جداً إعادة تصميم كل شيء خلال ثلاث سنوات. كل عام، كنا نقوم بتغيير لون المائدة، وكان الأمر يسيراً في البداية حيث كان ذلك باستخدام الرسم وطلاء المينا، لكننا الآن نستخدم الزجاج المطاطي (المحوّل)، وعلينا إيجاد المادة المناسبة للعمل مع الفسيفساء، وذلك للوصول إلى شكل تصميم محدد للغاية، وهذا يستغرق الكثير من الزمن والجهد. وعندما ننتهي من ذلك، نحتاج إلى بدء العمل على المفهوم، وهذا هو التحدي الحقيقي؛ حيث إن ثلاث سنوات مدة قصيرة جداً للخروج بمفهوم تصميم جديد. وهذا هو السبب وراء قرارنا طرح آلية التوربيون كل عامين وليس كل عام. ولست متأكداً من أنه أمر واقعي؛ لأن الفكرة من التوربيون كانت أننا سنقدم تعقيدة جديدة، ومائدة جديدة، في كل مرة بما أنها ساعات فائقة الحصرية. فنحن لا نريد مجرد إصدارات مختلفة بل إبداع منتج جديد تماماً في كل مرة. وحالياً تستحوذ ساعات Knights of the Round Table على نسبة 20% من قدرات فريق التطوير لدينا، رغم أنها إصدارات محدودة للغاية.
عقدت روجيه دوبوي شراكات جديدة في السنوات القليلة الماضية؛ مثل الشراكة مع Dr Woo وSorayama، فهل نتوقع شراكات جديدة كل عام؟
عقدنا العام الماضي ثلاث شراكات، مع: Gully وDr Woo وSorayama. ونخطط أن تكون لدينا شراكتان أو ثلاث كل عام، وأن تكون مع أفكار ومجالات مختلفة. وفي الحقيقة هي ليست شراكة، بل هي علاقة تعاون، فنحن لدينا شراكة مع شركة لامبورغيني، وتُعد علاقة طويلة الأمد. وضمن علاقات التعاون هذه، نعمل مع الطرف الآخر لإصدار منتج واحد أو اثنين.
وكيف ينشأ التعاون.. هل أنتم من يتوجه إلى الفنان بطلب التعاون؟ ولماذا تختارون فناناً بعينه؟
المحدد الرئيسي لهذا الأمر هو إيجاد فنان له نفس رؤيتنا.. هذا هو الشرط الأول، فإذا لم يكن للطرفين رؤية متماثلة، سيكون من الصعب عليهما العمل معاً، وحينها لن يكون تعاوناً وسينتهي الأمر إلى مجرد وضع شعار العلامة فوق الساعة التي صممها ذلك الفنان. فنحن بالفعل نقضي طويلاً مع الفنان الذي نتعاون معه؛ لشرح ومناقشة مفهومنا، ومن ثم العمل معاً لإبداع منتج نقوم بتطويره بشكل مشترك. ودائماً ما نعرض التفسير الخاص بنا للتعاون، لكن نقطة البداية هي دائماً رؤية الفنان، ثم ما يمكن أن نتوصل إليه معاً. ولأن مناط التعاون هو صُنع ساعة، ولأننا خبراء في صُنع الساعات؛ فإن مساهمتنا ومشاركتنا في هذه العملية عامل رئيسي، لكن الدافع الأول لبدء علاقة التعاون هو رؤية الفنان.