”بانيراي“.. إعادة تشكيل روح العلامة
في لقاء جمع مجلتنا مع جان-مارك بونرويه، الرئيس التنفيذي للعلامة الإيطالية العريقة لصناعة الساعات الراقية “بانيراي” منذ أبريل العام 2018؛ جلس إلينا الرجل في حوار لمناقشة أفكاره حول روح “بانيراي”، وكيف يخطط لتشكيل العلامة للبعد بها عن أي تأثيرات سلبية.
– حدثت تغيرات كثيرة عندما توليت منصب إدارة علامة “روجيه دوبوي”، هل يمكن أن نتوقع شيئاً مماثلاً الآن وأنت تتولى منصبك الحالي كرئيس تنفيذي لعلامة “بانيراي”؟
توجد اختلافات كبيرة بين حالتي العلامتين، في الوقت الذي توليت منصب رئاسة كل منهما. ويكمن جمال العمل مع علامة “بانيراي” أنها بالفعل لديها فريق، وشبكة توزيع، وقسم للبيع بالتجزئة يتسم بالقوة، فضلاً عن منتجاتها الأيقونية الشهيرة. لكن عندما بدأت العمل مع “روجيه دوبوي” كان لدي القليل جداً من هذه “الأصول” أو العوامل. ويظل العامل الرئيسي الذي تتمتع به “بانيراي” هو منتجاتها الأيقونية، وهكذا لن نقوم بأي تغيير دراماتيكي يطال أي شيء، بل سنركز على فكرتين تحديداً؛ هما: كيف يمكننا تقوية مبدأ عمل “بانيراي” وهو وصفها بأنها “مختبر الأفكار”، والذي يرمز إلى كل من وضعية العلامة، وما تؤمن به، ومصطلحات عملها على مدى السنوات الماضية. إلى ذلك فنحن نركز في قسم الأبحاث والتطوير – حيث لدينا أكبر ميزانية مخصصة للأبحاث والتطوير في الصناعة – لإبداع مواد جديدة، وسنستمر في القيام بهذا، حتى نتمكن بذلك من أن نفاجئ الصناعة بشكل منتظم، بمواد بنفس ضخامة ابتكار مواد مثل “برونزو” و”كربوتك” و”بي إم جي”.
وسيكون مجالنا الثاني الذي نركز عليه، هو الأصل والنكهة الإيطالية للعلامة، فنحن صانعو الساعات الخلّص (الذين بدأوا كصانعي ساعات) الوحيدون الذين يتمتعون بأصول إيطالية، ونريد أن نتأكد أن يشتهر هذا جيداً. ورغم أن هذا لا يمثل قيمة مضافة مثلما تمثل صناعة الساعات السويسرية، والتي تعد أصل الساعات الراقية، إلا أنه ومن ناحية الإبداع والأسلوب والنهج الجريء؛ يمكننا أن نضيف لمسة من الدفء الإيطالي إلى العلامة. إذن ستتركز التغييرات في هذين المجالين، وكيف يمكننا في هذا الخصوص تعديل، وليس تغيير، بعض الأمور المحدودة فقط.
ما الذي تراه كنقاط قوة للعلامة؟
منتجات العلامة الأيقونية الشهيرة تمثل نقاط القوة الحقيقية لها، فأنت لست بحاجة إلى أن تضع شعاراً على منتجاتنا. فعلامتنا هي إحدى العلامات القليلة التي قدمت ساعة لا تحمل شعاراً لها؛ وهي ساعة “راديومير”، وهي نسخة طبق الأصل عن الساعات التي كانت القوات البحرية الإيطالية ترتديها قبل عقود قليلة. فيمكنك أن تعرف أن هذه الساعة من إبداع “بانيراي”، من خلال مؤشراتها، وشكل العلبة، وحتى من خلال الحزام؛ إذ إنه أحياناً ما تكون أحزمة ساعاتنا بنفس شهرة وتميز العلبة نفسها. وأشير هنا إلى أن عدداً قليلاً جداً من العلامات هو من يتمتع بإمكانية التعرف الفوري على إبداعاتها كما هو شأن “بانيراي”.
وإضافة إلى هذا، فنحن إحدى العلامات القليلة جداً التي يمكنها تحمل تكلفة تقديم ابتكارات؛ ومن دون شعار، وحتى إذا كانت الساعة نسخة طبق الأصل عن موديلات سابقة؛ لأن قوة العلامة تبرز من خلال منتجاتها، ومن خلال إعلانها أنها “مختبر الأفكار”. والعديد من العلامات تود أن لديها هذا النوع من الشعارات أو المصطلحات، والتي رغم أنها باللغة الإيطالية، إلا أنها تنقل قصة الإبداع بمجملها.
وما الذي إذن تراه كنقاط ضعف للعلامة؟
نقاط ضعف العلامة هي في الواقع أكثر ارتباطاً بنقاط قوة العلامات الأخرى. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ملاكماً، فعندما تكون منفرداً تعتقد أنك جيد جداً ونجم في مجالك، لكن فقط عندما تواجه ملاكماً آخر هنا تبدأ معاناتك وشدتك، فأنت لم تعد وحدك ويبدأ الأمر يؤلمك. والأمر مشابه في حالة “بانيراي”؛ حيث يوجد القليل جداً من نقاط الضعف لدى العلامة. نعم هناك تساؤلات من نوعية: هل يجب أن نزيد حضورنا في بعض الدول؟ وهل يجب أن نستهدف النساء بإبداعاتنا؟ وهل يجب إطلاق أو تقديم المزيد من الموديلات ذات الأسعار المعقولة؟ جميعنا لدينا تساؤلات مثل هذه. وعلى سبيل المثال، فنحن علامة رجالية جداً، وبذلك نهمل قطاعاً ضخماً من سوق منتجات الرفاهية، ولكنه تساؤل يتعلق بهوية العلامة، وما ترمز إليه؛ كعلامة رجولية جريئة شديدة الوضوح.
لكن السؤال الأهم هو كيف تطور الآخرون، وإلى أي مدى يعد منافسوك المباشرون أسرع، من ناحية المقارنة. فقد تكون جيداً جداً في مجالك، ولكنك تعرف حقاً ما إذا كنت جيداً أو لا، فقط إذا قارنت نفسك مع الملاكمين الآخرين؛ فعندها قد تقول:أنا جيد بالفعل” أو تقول: “لدي الكثير لأقوم بتحسينه”.
كانت “بانيراي”، في الماضي، من أكثر العلامات بطئاً من ناحية التكيف مع الأوضاع الجديدة، فهل سيتغير هذا في المستقبل؟
الرشاقة وخفة الحركة جزء من العقلية الإيطالية، فقد أثبت الإيطاليون أن لديهم قدرة على التكيف والتأقلم مع الأوضاع. فعلى مر القرون، أوجدنا حلولاً لمشكلات لم يتمكن الآخرون من حلها، وهذه هي أيضاً نوعية الروح التي نريد أن نمتلكها هنا في علامتنا، وهي كيف يمكننا أن نعلي من قيمة مبدأ ريادة الأعمال. وعندما يكون لديك علامة مثل “بانيراي”، حيث يعمل لدينا 740 فرداً، فمن المهم جداً أن تكون ريادياً ومبادراً في مجال الأعمال.
“بانيراي” علامة ومجموعة كبيرة، ونواجه عقبات في العديد من الدول، لكننا مع هذا أيضاً بحاجة إلى أن نكون رواداً ومبادرين. فأنت لا يمكنك أن تكتفي فقط بكونك الأكبر، بل عليك أن تكون الأكثر رشاقة للبقاء على نفس المستوى. ففي الغابة، أكبر الحيوانات حجماً ليس هو الفائز، بل الأكثر رشاقة – أي الحيوان االأكثر قدرة على التأقلم – هو من ينجو. وهذا هو ما أريد أن نكون عليه، لا أريد أن نكون الأكبر، بل أريد أن نكون تلك العلامة التي تفاجئ زبائنها الذين يشعرون أنهم يُعاملون بدفء وتعاطف، وسيعقب ذلك النجاح. بالنسبة إلي لا تشكل لي المبيعات هاجساً، ما أريده هو أن أستمر في بناء العلامة بمعايير الدفء، والإبداع، وخفة الحركة، والابتكار.
ما هي التغييرات التي تخطط لإجرائها على الركائز الرئيسية للعلامة؟
أهمها أننا سيكون لدينا أربعة خطوط إنتاج مميزة؛ أولها سيكون خط “راديومير”، وسيكون مخصصاً لموديلاتنا التاريخية، وسيتم صنع ساعات هذا الخط فقط من الفولاذ والذهب. ومن ثم لدينا خط “لومينور”، والذي سيحتل مكانة القلب من العلامة؛ حيث يعبر عما تمثله “بانيراي” بالفعل، وساعات هذا الخط ستكون عبارة عن نمط تصميم إيطالي تتم ترجمته في صورة ساعات، بعلبة مخصوصة، يسهل التعرف عليها. ثم لدينا خط إنتاج “لومينور” الثاني الذي سيسمح لنا باكتساب زبائن جدد؛ هم الجيل الأصغر سناً، والمزيد من الزبائن النساء، إضافة إلى جمهور أكثر تنوعاً، الذين يعجبهم شكل علبة ساعاتنا، وأسلوب تصميمنا، ولكن لا يريدون ارتداء ساعة كبيرة الحجم. وآخر هذه الخطوط هو “صبمرسيبل”، الذي سيصبح خطاً مخصصاً، وسيحمل جميع خصائص ومزايا العلامة؛ من حيث كونه ساعة شديدة الرجولية، كبيرة الحجم ولكن سهلة القراءة، من أجل النشاطات الرياضية، وخصوصاً الغوص، حيث ستكون ساعات هذا الخط مقاومة لضغط الماء حتى عمق 300 متر. وأشير إلى أن جميع ابتكاراتنا من المواد: “بي إم جي” و”كربوتك” و”برونزو”، تم إطلاقها من خلال ساعات “صبمرسيبل”، وسيستمر الأمر على هذا النحو. ذلك أن “مختبر الأفكار” الخاص بنا، على وجه الخصوص، سيغذي عملية الإبداع في تصنيع ساعات “صبمرسيبل”، ومعظم ابتكاراتنا التي سنعرضها في “الصالون الدولي للساعات الراقية” 2019، ستكون حول كيفية إبراز جمال عالم الإبحار الذي نرتبط به تاريخياً.
لماذا لم يتم تسليم ساعات “لاب آي دي”، التي تم الإعلان عنها في معرض “الصالون الدولي للساعات الراقية” قبل عامين، حتى الآن؟
هذه الساعة كانت أول مشروع بدأت العمل عليه عندما التحقت بعلامة “بانيراي”؛ ولأن الحركة نفسها هي حركة لا يتم تشحيمها، كان علينا التغلب على عدد قليل من العقبات الأخيرة قبل التسليم. والآن أوجدنا الحل لتلك المشاكل، وفي خلال الشهرين المقبلين سنقوم بتسليم العشر قطع الأولى إلى زبائننا الذين يأتون في مقدمة القائمة. ونأمل أن نتمكن من تسليم ساعات “لاب آي دي” قبل احتفالات الميلاد لأول 15 زبوناً والذين قاموا بدفع مبالغ لحجز الساعة بالفعل قبل عامين.