لقاءات

تعقيدات بسيطة من بولغري

هذا العام، كشفت “بولغري” دار منتجات الرفاهية الإيطالية العريقة عن ساعات للرجال والنساء، التي تصدر كل منها في عالم الساعات الراقية، وهكذا كان لدينا ساعة “أوكتو فينيسيمو أوتوماتيك”، التي حققت بها الدار رقماً قياسياً ثلاثياً، كما لدينا الساعة المخصصة للنساء “سيربنتي سْكين”.

غويدو تيريني، رئيس قسم الساعات في دار “بولغري”، يتحدث إلينا عن أساليب العمل داخل الشركة.

بداية أخبرنا عن ساعة “أوكتو فينيسيمو أوتوماتيك”.
بدأنا تطوير ساعة “فينيسيمو” في العام 2011 ورأت النور في العام 2014 بأكثر آليات التوربيون نحافة في العالم، والتي بلغ سمكها 1.95 ملم. وفي العام 2016، أنتجنا هذه الساعة مقترنة بأكثر ساعة دقاقة (مكرر دقائق) نحافة في العالم. ومن الواضح أن هاتين الساعتين كان كل منهما رقماً قياسياً، كما أن كلتيهما ساعة حصرية وذات سعر مرتفع جداً. والفكرة كانت منح الرجال ساعة فائقة النحافة، مع مزايا جمالية عصرية، بحيث يستطيع الرجال ارتداءها يومياً؛ ساعة كل يوم بدلاً من ساعة المناسبات الخاصة.

وقد احتجنا إلى حركة أوتوماتيكية لهذه الساعة؛ لأن الحركة الأوتوماتيكية تناسب الاستخدام اليومي، وقد استغرق تطوير هذه الحركة وقتاً طويلاً، نحو ست سنوات تقريباً؛ لأننا كان علينا إتقان التقنية فائقة النحافة؛ إذ إن هذه الساعة ليست ذات إصدار محدود صغير من 50 أو 70 قطعة، ولكنها مجموعة ذات إصدار مستمر.

وكيف قمتم بتصنيع الحركة فائقة النحافة؟ هل تم تنفيذ ذلك على صفيحة الساعة نفسها؟
حركة هذه الساعة هي أكثر الحركات الأوتوماتيكية نحافة في العالم، وقد تم تنفيذها مع نابض شديد الصغر مدمج في الحركة، وهكذا فنحن نتكلم عن حركة يبلغ سمكها نحو 2.23 ملم، مزودة بنابض شديد الصغر (ميكروي) من البلاتين، والذي يعد أثقل المواد؛ ولذا استخدمناه في تصنيع نابض ميكروي صغير لشحن برميل الطاقة الذي يمكنه تخزين 60 ساعة من احتياطي الطاقة.

ولكن إذا كان وزن النابض الميكروي أقل من اللازم فإنه قد لا يدور بالقدر المطلوب.
كلما كان النابض صغيراً، كانت القوة التي لديك أقل. وقد بدأنا من تطوير النابض لينبض بمعدل 4 هرتز، لكن في منتصف الطريق، أدركنا أن معدل 4 هرتز يقوم بتوليد الكثير من التردد، ويعطي الكثير جداً من الطاقة. ومن ثم انتقلنا إلى معدل 3 هرتز، وكان علينا تطوير ميزان جديد للساعة من أجل معدل 3 هرتز، ما مكنا من الفوز بتحدي توازن الطاقة؛ لأنه لكي تقوم بشحن حركة أوتوماتيكية مع نابض، فإنك بحاجة إلى شحنها مرتين ونصف المرة مما تستهلكه وأنت مستيقظ؛ حيث عليك تغطية الاستهلاك أثناء الليل؛ لأنك عندما تكون نائماً فإن ساعتك لا يتم شحنها إذ تكون غالباً فوق منضدتك. ولفعل ذلك، فقد كافحنا لإيجاد توازن، ولكننا تمكنا من فعل ذلك والآن فإن الساعة تتمتع بموثوقية كبيرة جداً.

وهل هذه الحركة قوية بما فيه الكفاية لاستخدامها كحركة أساسية بحيث يمكن إضافة المزيد من الوحدات إليها لاحقاً؟
هذه الحركة تتمتع بعزم دوران كاف، ولكن الهدف هو أن تكون نحيفة؛ ولذا إذا تمت إضافة وحدات إليها فإنك بذلك تزيد من السمك. لكننا بالفعل لدينا كاليبر أساسي، يتميز بأنه قوي وذو عزم دوران كبير يبلغ 3.7، ولن يحدث أي فرق إذا أضفت إليه وحدات بسمك 1.5 ملم. وإضافة إلى ذلك، فإن هذه حركة مرتفعة الثمن جداً، مقارنة مع حركة الساعة ثلاثية العقارب البسيطة. ومن خلال الغطاء الخلفي للعلبة يمكنك رؤية أن عرض الحركة يبلغ 40 ملم، وذلك حفاظاً على معايير اليوم؛ إذ أردنا أن نحافظ على شكل الحركة وجعلها ذات أسلوب عصري، وهذا هو سبب استخدامنا التيتانيوم المسفوع بنمط أشعة الشمس كمادة تصنيع، وهي المادة التي استخدمناها بالفعل في تصنيع “الساعة الدقاقة” (مكرر الدقائق) – “مينيت ريبيتر” – والتي كانت مثار إعجاب صناعة الساعات بجماليتها وتقنيتها. وبذلك حصلنا على هذه الساعة شديدة النقاء، ذات الجماليات المبهرة، مع العلبة المسفوعة بنمط أشعة الشمس، والميناء، والسوار.

وهل أنتم قادرون على الإنتاج الضخم لهذه الحركة؟
نحن لسنا علامة إنتاج ضخم، لكن إذا كنت تفكر في 1000 قطعة أو أكثر فالإجابة هي نعم. وهذا هو سبب أن سعر هذه الساعة يبدأ من 12500 يورو.

كيف يمكنكم أن تقدموا إصداراً مع حزام وإصداراً مع سوار بمثل فرق السعر الصغير هذا الذي يبلغ 1000 يورو، في حين أن التيتانيوم هو مادة صعبة للتعامل معها؟
هذا يعتمد على مدى جودة التشكيل والضبط، والذي هو مهم جداً في حالة التيتانيوم، وبالطبع فإن تشكيل التيتانيوم يتم بشكل أسرع من الستانلس ستيل؛ لأن التيتانيوم أكثر صلابة، ولكننا تمكنا من إبقاء التكلفة منخفضة جداً. فلا يمكنك في هذه الحالة إضافة الكثير، أي أكثر من 1000 يورو مقابل سوار من التيتانيوم؛ لأن هذا هو تصور الزبون لتكلفة سوار من المعدن. وبذلك فإن لدينا هامشاً أقل قليلاً في حالة إصدار سوار التيتانيوم، وهامشاً أكبر قليلاً في حالة إصدار الحزام.

هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن كيفية تصميم السوار؟
تصميم السوار هو تصميم أيقوني، وقد قمنا بتصميمه سابقاً من أجل ساعة “أوكتو”، ولذلك جعلنا فقط أنحف قليلاً. لكن ضبط وتعديل العلبة هو الذي كان كابوساً بالنسبة إلينا؛ لأن هذا السوار يبلغ سمكه 2.5 ملم وليس 3.5 ملم مثل السوار الأصلي، ولذا فكل شيء هنا أكثر نحافة. ثم بعد ذلك وصلنا إلى المشبك، وأدركنا أن المشبك كان أكبر سمكاً من الساعة، فأصابتنا الحيرة. ومن ثم صممنا مشبكاً مدمجاً في السوار، وهو مشبك ثلاثي الروابط. وقد قمنا بتصنيع الروابط الثلاثة أولاً بجزء مجوف للسماح للمشبك بالدخول في معدن السوار، وهذا الجزء غير قابل للتعديل، فقط الروابط على الجانب الآخر هي القابلة للتعديل، وهذه فكرة بسيطة وقوية لم يعتمدها أحد سابقاً. ونحن فخورون بعمل ذلك بالتعاون مع المصمم فابريتسيو بوناماسا، والذي ابتكر هذا الحل الرائع بإيجاد مشبك ثلاثي الطيات نحيف وأكثر أماناً.

وكيف كانت ردود الفعل على جميع خطوط “أوكتو فينيسيمو” بشكل عام؟
لقد كانت ردود الأفعال استثنائية للغاية، كما كانت مثار الحديث في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات”. فقد كانت ساعة خرجت بشأنها التصريحات، كما كانت عرضاً تقنياً. كما يمكن جعلها شخصية أيضاً؛ حيث يمكن للزبون إيداع توقيعه لدينا في أي من متاجرنا الـ25 حول العالم، وليكن هذا البوتيك هو الموجود في “دبي مول”، ثم يأتي لاحقاً بعد شهرين ليتسلم ساعته الجديدة وعليه توقيعه.

كما لدينا أيضاً إصدار هيكلي؛ “أوكتو فينيسيمو توربيون سكيليتون”، وهي قطعة حقيقية من الفن، وهي ذات حركة بتعبئة يدوية، بمؤشر لاحتياطي الطاقة هيكلي عند موضع الساعة 9.

أخبرنا عن ساعة “سيربنتي سْكين” وكونها مخصصة للنساء.
خط “سيربنتي” هو سفيرنا من الموديلات للنساء، تماماً كما هو “أوكتو” بالنسبة إلى الرجال. وموديل “سيربنتي” هو رمز للعلامة، وهو أكثر الموديلات النسائية مبيعاً، ويجسد أيقونة قوية جداً بين جميع الفئات. ورغم أن هذا الموديل بدأ من ضمن الساعات، إلا أننا حتى الآن لم نفكر في وضع “سيربنتي سْكين” داخل علبة “سيربنتي”، وهو الخيار الواضح إذا فكرت فيه، ولذلك استخدمنا جلود ثعبان الماء “كارونغ”، والذي سبق أن استخدمناها بالفعل في تصنيع الحقائب وكانت ناجحة جداً. فقد أردنا أن نتيح إمكانية تغيير الجلود، حتى تستطيع المرأة تغيير ساعتها بما يتطابق مع الملابس التي ترتديها، وبطريقة بسيطة.

ولم نرد أن يتوقف الأمر عند هذا، بل أردنا أن نسمح للمرأة بالاستمتاع بإمكانية تصميم ساعتها، عن طريق جمع جميع المكونات التي قمنا بتطويرها بطرق مختلفة. والآن لدينا ستة مراجع، أي ستة إصدارات، ولكن لدينا أيضاً ألوان إضافية للأحزمة ليست في طور الإنتاج. وداخل أي من الـ25 متجراً التي ذكرتها سابقاً، بإمكان الزبائن اختيار مادة العلبة، والذهب والألماس التي يريدون وجودها في الميناء، إذا أرادوا وجودها، وكذلك اختيار لون الميناء، والحزام، ليصنعوا الساعة الخاصة بهم. ومع إضافة 500 يورو، يمكن للزبائن الحصول على نقش يصل حتى أربعة حروف، إما أن تكون هي الأحرف الأولى من أسمائهم بنوع الخط الذي يختارونه، أو يمكنهم الحصول على توقيعهم محفوراً على الساعة، وفي غضون شهرين يتسلم الزبون الساعة الخاصة به.

كيف يمكنك إدارة تصميم ساعات لكل من الرجال والنساء في حين أن متطلبات كل منهما مختلفة جداً؟
أنا لست مصمماً، فابريتسيو وفريقه هم المصممون. ونحن في الدار لدينا أكثر من مصمم، بعضهم متخصص في تصاميم الساعات النسائية، والبعض يقوم بعمل تصاميم الساعات النسائية والرجالية. وفي الواقع فإن هذا يعتمد على حساسية المصمم، وفابريتسيو بالطبع يتابع كل شيء، لذا فهو يتنقل من التصاميم النسائية إلى الرجالية. إنها مسألة معرفة ما الذي تريد منحه للمرأة وللرجل، إن الأمر أشبه بتغيير الموضوع، والتفكير في نفسك، والتركيز على نفسك في بيئة مختلفة.

وكمصمم، فأنت تعمل على جماليات برموز وقواعد معينة، بعضها مطابق لروح العلامة، وبعضها مطابق لروح المجموعة. وعلى سبيل المثال، فإن ساعة “لوتشيا” أخذت رموز ساعة “سيربنتي” لتصنيع السوار، وبذلك فإن هذه الرموز ثابتة عبر المجموعة، ولكن الطموح هو فعل شيء حصري للنساء الآن. فالنساء لسن مثل الرجال، فنحن نضع معاً مكونات مختلفة مثل لعبة “الميكانو”، ثم ننظر إلى الميناء، وننظر إلى العلبة، وإلى الحركة. فالمرأة تنظر إلى الساعة ككل، ولذا بالنسبة إليها تقدر الأمر بشكل كلي، فإما أن تحبها أو تكرهها، ولا يمكنها تبرير أو تفسير لماذا تحبها أو لا، هي فقط تشعر بذلك.

ولذلك فإن إرضاء المرأة أكثر صعوبة، حيث ترى الأشياء ككل، وبشكل جمالي أكثر مما هي عليه، بخلاف الرجل. ومن الواضح أن الرجل يحتاج أيضاً إلى الجانب التقني التي لا تطلبه المرأة إلى ذلك الحد.

ما هي التعقيدات التي ترغب في تصميمها إذا منحت الحرية التامة؟
لست مولعاً بالتعقيدات لمجرد وجود التعقيدات؛ فأنا مهتم بالتعقيدة التي يمكن فهمها على الفور، وهذا هو السبب في أننا نبحث عن التعقيدات النقية؛ ولذلك فإن لدينا آلية توربيون هي آلية توربيون، ومكرر دقائق عبارة عن مكرر دقائق. كما يجب أن تكون قابلة للقراءة، ففي أي وقت تنظر إلى الساعة، يجب أن تكون قادراً على قراءة الوقت. ولذا إذا كانت التعقيدة ذات تفاصيل كثيرة، فهي ليست المفضلة بالنسبة إلي، وأعتقد أن جعل التعقيدة بسيطة هو على الأرجح أكثر الأمور تعقيداً.

فعلى سبيل المثال، فإن ساعة “بولغري أوكتو توربيون صفير” ذات تصميم يتسم بالتعقيد، ولكنه يستند إلى فكرة بسيطة هي أنني أريد أن أرى جسور الحركة أثناء الليل، وهو الأمر الذي صار ممكناً بسبب “ITR2” – “ثورة تكنولوجيا الراتنغ المبتكرة” – التي يتم حقنها بمادة الفلورسنت. إن الأمر ليس الطلاء، ولكن العنصر ثلاثي الأبعاد الذي يتم استخدامه في طلاء الجسور. والساعة بإصدار محدود من 50 قطعة، بيعت جميعها؛ ولذا كان يجب أن ننتج عدداً أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى