تمثل ساعة “تكفرايم فيراري 70 ييرز” أعلى نقطة وصل إليها التقاء عملاقين، أو بالأحرى هي ذروة الإبداع التي نتجت عن تلك الشراكة الرائعة بين “هوبلو” و”فيراري”، والتي أدخلت عجائب مبتكرة إلى عالم صناعة الساعات الراقية. تحدثنا هنا إلى كلا العاملين المحركين للإبداع في كلتا العلامتين: ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي لـ”هوبلو”، وفلاڨيو مانزوني، رئيس قسم التصميم في “فيراري”، حول كيفية التعاون بين الاثنين لابتكار هذه التحفة الفنية الرائعة.
بدأ التحالف الناجح بين عملاقي صناعة الساعات والسيارات “هوبلو” و”فيراري” في شهر نوڨمبر من العام 2011، عندما اعتلى كل من جان-كلود بيڤير الرئيس التنفيذي لـ”هوبلو” – في ذلك الوقت – ولوكا كورديرو دي مونتيتزيمولو رئيس شركة “فيراري”؛ معاً منصة “أوتودرومو إنترناسيونالي ديل موجيلّو”، وهو السباق التمهيدي لفريق “سكوديريا فيراري”؛ لإعلان شراكة طويلة الأجل بين العلامتين. وتضمنت هذه الشراكة أن تكون “هوبلو” هي المؤقت الرسمي لفعاليات “فيراري”، وأن تكون ساعاتها هي الساعة الرسمية لفريق “سكوديريا فيراري”، وفضلاً عن ذلك أن تستلهم الإبداعات المشتركة بينهما ملامح تصميم أحدث موديلات سيارات “فيراري”.
وقد أنتجت هذه الشراكة عدداً من الإبداعات الساعاتية الراقية، من بينها “بيغ بانغ فيراري أونيكو”، و”MP-05لافيراري”، والساعة التي يدور حولها الحديث هنا “تكفرايم فيراري 70 ييرز”. وتُوصف ساعة “تكفرايم توربيون كرونوغراف” بأنها: تصميم “فيراري” وتصنيع “هوبلو”، وهو جهد جماعي بدأ في معقل “فيراري” في مارانيلو وانتهى في مصنع “هوبلو” في Nyon. وقد تم تصميم “تكفرايم” بهدف تقديم “ساعة متجذرة بعمق في هوية “فيراري” – بحيث تجمع بين القوة والأداء والبراعة – ومصنعة بشكل مثالي في مصنع “هوبلو”، لتجسد بذلك انصهاراً مثالياً بين عالمي السيارات وصناعة الساعات”.
والآن نصحب القارئ في جولة خلف الكواليس، نلقي من خلالها نظرة إلى ما دار أثناء مراحل ابتكار ساعة “تكفرايم”، كما يصف ذلك لنا ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي لعلامة “هوبلو”.
سبق لشركة “فيراري” أن كان لديها الكثير من الشراكات، إلا أن شراكة “هوبلو-فيراري” هي الأكثر نجاحاً. ما السبب وراء ذلك؟
نعم، صحيح أن “فيراري” كان لديها في الماضي شركاء من علامات الساعات الأخرى، إلا أن الشراكة مع تلك العلامات لم تكن ناجحة جداً. ولذا عندما أتيحت لنا الفرصة قبل خمسة أعوام للدخول في شراكة مع “فيراري”، فكرنا بعمق في الوسائل التي من شأنها إنجاح هذه الشراكة، وأدركنا أن أفضل الطرق لتحقيق ذلك هو العمل معاً، وأن يجمع نتاج هذه الشراكة بين الملامح المميزة لكل من العلامتين: “هوبلو” و”فيراري”.
وكانت الخطوة الأولى لذلك هي إدراك القيم التي تتميز بها العلامتان، وتفعيل هذه الشراكة في جميع المحافل التي توجد بها شركة “فيراري”. ولذلك كنا العلامة الأولى، على سبيل المثال، التي استثمرت بالفعل في سباق “فورمولا 1” من خلال فريق “سكوديريا فيراري”، كما أتاحت لنا هذه الشراكة وضع اسم علامة “هوبلو” على سيارات “غران توريزمو”، عبر تفعيل حضورنا لدى 100 بالمئة – تقريباً – من وكلاء بيع “فيراري” عالمياً. كما أن حضورنا كعلامة نشط أيضاً في الغالبية العظمى من النوادي التي يوجد لـ”فيراري” حضور بها، وفي كل فعالية تنظمها هذه الشركة، حيث يبلغ عدد فعاليات “فيراري” أكثر من 200 فعالية كل عام، ومنها الفعالية الكبرى التي شاركنا فيها هذا العام، وهي الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها.
أما من الناحية الإنتاجية، فمن أجل الاحتفال بهذه المناسبة عملنا مع فريق من “فيراري” تحت قيادة مانزوني، لابتكار “تكفرايم” كمنتج جديد مختلف ومتميز، وليس فقط مجرد ساعة يوضع عليها شعار العلامة؛ إذ ابتكرنا مفهوماً جديداً تماماً في عالم الساعات الراقية، حيث تُستلهم كل تفصيلة من تفاصيل الساعة من عالمي صناعة الساعات الذي تمثله “هوبلو” وسباق السيارات الذي تمثله “فيراري”، لتكون النتيجة ساعة شديدة الحصرية تستحوذ على اهتمام مالكي سيارات “فيراري”. وهذه الفعالية التامة في العمل المشترك هي عنصر رئيسي في شراكتنا الناجحة مع “فيراري”.
عندما التقيت مسؤولي “فيراري” للمرة الأولى، كيف استطعت إقناعهم بفكرة أن “هوبلو” ستكون بالفعل شريكاً قوياً لشركتهم؟
بدأت الفكرة في العام 2006، عندما كنا نتنافس مع “بانيراي” في ذلك الوقت، وحينها كانت علامة “هوبلو” في مهدها وبدأت لتوها في تحقيق النجاح. ثم بعد خمسة أعوام تالية، أي في العام 2011، أقمنا علاقة جيدة مع لابو إلكان، حفيد عائلة أنيللي والتي تمتلك “فيراري” ومجموعة “فيات كرايسلر”. ونحن في “هوبلو” ندين بالفضل للابو، لإحساسه أن “هوبلو” ستكون نظيراً مكافئاً لـ”فيراري”، ومن ثم قام بتنظيم الاجتماع بين الطرفين. وحينها ذهب جان-كلود بيڤير، والذي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارة “هوبلو” إضافة إلى مسؤولياته الأخرى، إلى مارانيلو والتقى لوكا دي مونتيتزيمولو رئيس شركة “فيراري”. وقد ساعدنا إلكان في إقناع دي مونتيتزيمولو بأن “هوبلو” هي الشريك المثالي للشركة، بسبب المفهوم الذي نعتمده وهو “آرت أوف فيوجن” الذي يحترم التقاليد والجودة، وفي الوقت نفسه يرتبط بالمستقبل من خلال الابتكار والأداء، وهي القيم التي تتشاركها كل من “هوبلو” و”فيراري”.
من بين جميع الشراكات التي أقامتها “هوبلو”، فإن شراكتها مع “فيراري” تُظهر اندماجاً مثالياً وتعد شديدة التكامل مع نشاط كلتا العلامتين. هل كنت تتوقع أن تحقق هذه الشراكة النجاح الذي تشهده اليوم؟
كلا! وحقيقة أن “فيراري” قد اختارت “هوبلو” لتكون شريكاً لها تقودنا إلى الإشارة إلى مركز شركة “فيراري” في عالم صناعة السيارات، ما يجعل هذه الشراكة شرفاً وأمراً رائعاً بالنسبة إلى “هوبلو”. وبهذا الخصوص فإن “تكفرايم” يأتي إلهامها من تصاميم “فيراري”، وتفتح أبواباً جديدة أمام صناعة الساعات وتشكل حقبة جديدة في هذه الصناعة. وهذه الساعة ليست مثل ساعة “بيغ بانغ” أو “كلاسيك فيوجن”، حيث إن “تكفرايم” ساعة مثيرة للاهتمام بشكل فائق، تم ابتكارها بواسطة فريق “فيراري” وفي الوقت نفسه تحمل أيضاً ملامح هوية “هوبلو”. فنحن نعمل مع “فيراري” لتطوير أفكار جديدة من شأنها ابتكار ساعات مختلفة تماماً عن المستوى الحالي للصناعة، ولذلك أجرينا الكثير من الأبحاث قبل أن نتمكن من ابتكار بنية ساعة “تكفرايم”.
كيف كانت صعوبة ابتكار مثل هذه العلبة المعقدة التي تتميز بها “تكفرايم”؟ وكيف كانت ردود الأفعال حول الساعة؟
كما صار معلوماً، فقد صممت العلبة بواسطة “فيراري”، وعندما يكون لديك تصميم لساعة وضعه مصممو سيارات، فإن هناك بعض المواصفات التي كان علينا تكييفها لتلائم ساعة للمعصم، فتصنيع ساعة يختلف جداً عن تصنيع سيارة، رغم وجود بعض الجوانب المتشابهة. وإحدى أهم المزايا التي نختص بها كعلامة هي امتلاكنا مصنعنا الخاص بنا، وهذا ليس أمراً رائعاً ومهماً فقط لابتكار الحركات الخاصة بنا، بل أيضاً لتطوير تصاميم جديدة للعلبة. وهذا ما مكنا من اكتساب معرفة شديدة التطور بكيفية تصنيع علب الساعات من مواد جديدة متفوقة تكنولوجياً. ويمكن القول إن “تكفرايم” قد صُممت وطُورت بواسطة “فيراري”، بينما قام مصنعنا بتصنيع وإنتاج الساعة.
متى اتُخذ القرار بتصنيع ساعة ذات مواصفات خاصة، مثل “تكفرايم”، للإعلان عن الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس “فيراري”؟
كشريكين، فإن “هوبلو” و”فيراري” تعملان معاً، كما أن لدينا خطة للتطوير للسنوات الأربع المقبلة. وقبل عامين، أخبرنا مسؤولو شركة “فيراري” أن الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الشركة ستحل بعد عامين، ولذا نحتاج للتفكير في إصدار ساعة جديدة بالمناسبة. واليوم، تعمل على إنتاج سيارات سيتم إطلاقها في العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة، وبالتزامن مع هذا تعمل “هوبلو” على تطوير ساعات مرتبطة بالسيارات الجديدة التي يجري التخطيط لإطلاقها.
هل كانت هناك صعوبة في العمل بالتعاون مع “فيراري” وفلاڨيو مانزوني، كونهما جديدين في مجال تصميم الساعات؟
بدأنا العمل على المحرك، والذي يقابل الحركة بالنسبة إلى تصنيع الساعات، ولأنه كان الاحتفال بالذكرى السبعين للتأسيس، فقد أردنا جميعاً حركة شديدة الرقي، ولذا اخترنا آلية كرونوغراف توربيون. ولأن تطوير حركة جديدة كان سيستغرق نحو خمس سنوات، فقد قررنا إجراء بعض التغييرات الجمالية على الحركة، ووضع شيء جديد حولها. وقد عمل فريق تصميم “فيراري” على ثلاثة تصاميم: أحدها كان ساعة “تكفرايم”، التي اخترنا في النهاية إطلاقها، أما التصميمان الآخران فقد نقرر متابعة العمل عليهما مستقبلاً.
أي جزء من ملامح هوية “تكفرايم” يمكن رده إلى سيارات “فيراري”؟
استُلهم تصميم “تكفرايم” من تصميم شاسيه (هيكل) سيارات “فيراري”، فضلاً عن أن مانزوني قد استلهم في تصميمه البنية التقنية للجسور والمباني؛ ولذا كان تصميم الساعة نوعاً من الإلهام الذي يمزج بين عالم السيارات وعناصر الفن المعماري الأخرى.
هل يمكنك الحديث بمزيد من الشرح عن جماليات حركة “تكفرايم”؟
كما أوضحت سابقاً، لأن “هوبلو” لديها مصنعها الخاص بها، فقد استطعنا البناء على ذلك؛ إذ أنتجنا من قبل حركة “كرونوغراف أونيكو”، وهي الحركة المصنعة داخلياً بنسبة 100 بالمئة، كذلك سبق أن أنتجنا آلية كرونوغراف توربيون الساعات الفاخرة، وهي آلية تضم تعقيدتين معاً بزر ضاغط أحادي، وكلاهما من التكنولوجيات المتقدمة التي أنتجها مصنع “هوبلو”. ولأننا في هذه الساعة كنا نستهدف عالم محبي الساعات الرياضية، فقد اخترنا آلية التوربيون المحلق (سريع الحركة)، والذي يتميز بأدائه الميكانيكي العالي، وآلية الكرونوغراف ذات زر ضاغط أحادي. وقد كان فريق “فيراري” حريصاً على تثبيت الحركة مع التاج عند موضع الساعة 4.30 أو 5، وذلك بخلاف التثبيت المعتاد للتاج عند موضع الساعة 3 كما هو الأمر الطبيعي. وكان من شأن ذلك تحريك عرض آلية التوربيون إلى موضع الساعة 7، فجاء تصميماً مثيراً للاهتمام للغاية، ويعرض التوربيون أيضاً داخل عداد يشبه عداد المؤشرات الذي يوجد بالسيارة، يتمتع بغطاء ثنائي الذراع.
وماذا كان التحدي الذي واجهكم أثناء ابتكار هذه الساعة؟
كان تصميم هذه الساعة مختلفاً جداً؛ إذ كان التحدي الأول هو الوصول إلى شكل مريح؛ بحيث إنك إذا نظرت إلى بنية العلبة تعلم أنها يجب أن تلائم المعصم تماماً، كما أن الحجم يجب أن يكون مناسباً؛ ولذلك فإنه كان لابد من مراعاة التوازن بين جميع العناصر المكونة للبنية، من أجل الحصول على ساعة جذابة من الناحية الجمالية وسهلة الارتداء. والتحدي يكمن في أن التوازن بين هذه العناصر يكون في حالة تصميم سيارة متعلقاً ببنية تمتد إلى 5 أمتار، بينما في حالة تصميم ساعة يتعلق ببنية تمتد لنحو 40مم أو 4سم، ومن ثم يكون التحدي في تضمين تصميم الساعة النسب والتفاصيل الصحيحة.
بالإشارة إلى المفهوم الخاص بعلامة “هوبلو” وهو “آرت أوف فيوجن”، هل من الممكن مستقبلاً إطلاق ساعة “تكفرايم” مصنوعة من الصفير؟
نؤمن في “هوبلو” أن أي شيء ممكن، لكننا في الوقت نفسه نريد الحفاظ على “تكفرايم” كموديل أيقوني لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس “فيراري”. وقد أطلقنا هذه الساعة في ثلاثة موديلات، وقد نضيف إليها موديلاً رابعاً، لكن الساعة ستظل في الأساس بنفس المبدأ التصميمي. ونأمل أن تصبح هذه الساعة ساعة أيقونية، بالنسبة إلى “هوبلو” وجامعي ساعاتها؛ إذ إنه لكي تجذب الساعة جامعي الساعات لاقتنائها، فإنها يجب أن تُنتج في إصدار محدود جداً.
ما هي عناصر التصميم التي ساهمت في تصنيع ساعة “بيغ بانغ فيراري” الجديدة، والتي تحمل الكثير جداً من ملامح هوية “فيراري”، فاختلفت بذلك اختلافاً جوهرياً عن سابقتها؟
صُنّعت “بيغ بانغ فيراري” في المراحل الأولى لشراكتنا مع “فيراري”، وكان يجب الانتهاء من تصنيعها خلال مدة زمنية قصيرة، وقد تم التصنيع بالكامل بواسطة “هوبلو”. أما بالنسبة إلى الإصدار الثاني، فقد جاء بعد أن أخبرنا مانزوني بأنه يود التعاون في العمل على تطوير هذه الساعة. ومن ثم فإن تصميم هذا الإصدار الثاني، وضعه بالكامل فريق “فيراري” والذي أدخل لمسات جديدة على مبدأ التصميم كله، من خلال جماليات أسهمت في صبغ الساعة بالكثير من ملامح جينات “فيراري”. ويجب هنا أن أوجه الشكر إلى مانزوني وفريقه، على إدخال تلك اللمسة الإضافية إلى كل تفصيلة من تفاصيل تصميم الساعة؛ بدءاً من العلبة، ومروراً بالتاج، والزر الضاغط، وانتهاء بالموانئ وغيرها من التفاصيل؛ حيث كانت النتيجة رائعة حقاً.
هل يمكن أن نتوقع من “هوبلو” المزيد من الإصدارات هذا العام احتفالاً بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس “فيراري”؟
لا، ذلك أن ساعة “تكفرايم” هي إصدارنا الرئيسي لهذا العام. وقد سلمنا القطع الأولى من هذه الساعة في شهري يونيو ويوليو، لكن الفكرة هي تفعيل الاحتفالات بالذكرى السبعين بالتعاون مع “فيراري” في مختلف دول العالم. ولذا كان لدينا عدداً من الفعاليات المشتركة أقيمت في هونغ كونغ، وسنغافورة، والصين، والفعالية الأخيرة ستكون بالاشتراك مع “فيراري” في مارانيلو في أكتوبر. وتركز أجندة الفعاليات المشتركة بشكل رئيسي على الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الشركة، وإطلاق ساعة “تكفرايم” بهذه المناسبة.
نلحظ أن إصدار “سبيريت أوف بيغ بانغ” يشهد توسعاً حقيقياً عاماً بعد عام، وذلك بالمقارنة مع ساعات مجموعة “بيغ بانغ” الأخرى. فهل نتوقع أن نرى مستقبلاً إصداراً يحمل اسم “سبيريت أوف بيغ بانغ فيراري”؟
إذا أجبت عن هذا السؤال سأقول: “لا” ليس في الوقت الحاضر.. ولكن من يدري ما سيحدث مستقبلاً! وأود أن أضيف هنا أن ساعة “سبيريت أوف بيغ بانغ” تمثل عملية استكشاف حقيقية لساعة ذات شكل خاص مستلهم من مبدأ تصميم ساعات “بيغ بانغ”؛ ولذلك سُميت “سبيريت أوف بيغ بانغ”. وهي ساعة مثيرة للاهتمام بالفعل، وهذا ما جعلها تغزو أسواقاً جديدة، وتجذب زبائن جدداً، ومن الملاحظ أن الزبائن الصينيين، على وجه الخصوص، حريصون جداً على شراء ساعة “سبيريت أوف بيغ بانغ”، والتي تمثل حالياً نسبة 8 بالمئة من مبيعاتنا، رغم أن توقعاتنا كانت أن تمثل فقط نسبة 5 بالمئة من المبيعات، حيث إن 30 بالمئة تقريباً من مبيعاتنا في السوق الصينية تتحقق من خلال بيع ساعات “سبيريت أوف بيغ بانغ”، وبهذا فهي تساعدنا على النجاح بشكل جيد في السوق الصينية.
وهل توقعتم أن تحقق ساعة “سبيريت أوف بيغ بانغ” مثل هذا النجاح الكبير؟
لا، وإن كنا قد أدركنا أنها ذات إمكانيات خاصة حيث إنها تأتي في شكل أصغر (بقطر يبلغ 42مم)، وحالياً نتطلع إلى إصدار أصغر حجماً لتقديمه حصرياً إلى زبائننا من النساء.
فلاڨيو مانزوني، رئيس قسم التصميم في “فيراري”
في يناير من العام 2010، تم تعيين فلاڨيو مانزوني في منصب رئيس قسم التصميم في شركة “فيراري”، وقد تقلد مانزوني خلال مسيرته المهنية عدداً من المناصب، منها منصب مدير التصميم الإبداعي في مجموعة “ڨولكس واغن”، وذلك في المدة بين 2007-2010، حيث شارك في تصميم معظم الموديلات الحديثة من سيارات “سكودا”، و”بنتلي”، و”بوغاتي”، و”ڨولكس واغن”، إضافة إلى إعادة تصور الفلسفة الجمالية لهذه العلامات. وفي المدة بين عامي 2001 و2006، عمل مانزوني في مجموعة “فيات غروب” في منصب رئيس قسم التصميم لعلامات “لانسا”، و”فيات”، و”إل سي ڨي”، كما تولي أيضاً مناصب تصميمية في كل من شركتي “لانسا” و”سيات”. ويذكر أن مانزوني حاصل على شهادة جامعية في تخصص الهندسة المعمارية من جامعة “فلورنسا”.هنا نحاور مانزوني حول كيفية قيامه هو وفريقه بتصميم ساعة – “تكفرايم” – على نفس نمط تصميم سيارات “فيراري”.
ساعة “تكفرايم” هي أول تصميم كامل من إنتاجشركة “فيراري” لا يكون خاصاً بإحدى سياراتها.. فما هي التحديات التي واجهتكم أثناء عملية التصميم؟
“تكفرايم” هي الساعة الأحدث التي تم وضع تصورها وتطويرها بالكامل داخلياً بواسطة قسم التصميم في “فيراري”، بالتعاون مع “هوبلو”، للاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لتأسيس شركة “فيراري”. وقد بدأت شراكتنا مع “هوبلو” في العام 2013، لإنجاز ساعة “MP-05لافيراري”، وهي ساعة معصم مبتكرة تشير إلى الزمن بتصميم يشابه تصميم محرك أول سيارة هجين من “فيراري”.
وبالنسبة إلى ساعة “تكفرايم”، فإنه منذ بداية مرحلة التصميم كان فريقي منجذباً إلى التكنولوجيا التي تستخدمها “هوبلو”، ولكن قبل كل شيء كان منجذباً إلى السمات المشتركة التي يبدو أن كلاً من سيارات “فيراري” وساعات “هوبلو” تمتلكها، وخصوصاً بعض خطوات الإنتاج وكذلك الجودة العالية. كان التحدي الرئيسي هو جلب الخبرة، والإلهام، والنهج، الخاصة بعالم تصميم السيارات إلى عالم صناعة الساعات.
يُقال إن ابتكار وتصنيع سيارة “فيراري” يبدأ بالمحرك ومن ثم بقية أجزاء السيارة.. فهل قمتم بالعملية نفسها عند ابتكار ساعة “تكفرايم”؟
دائماً ما ينظر إلى المحرك على أنه بمثابة القلب من كل سيارة من سيارات “فيراري”، ولذا فبالنسبة إلينا جميع مفاهيم التصاميم تبدأ من هناك.. من المحرك، لكننا في الوقت نفسه لا يمكننا أن ننسى أهمية الشاسيه (الهيكل) بالنسبة إلى سيارة “فيراري”، ما يعني مراعاة جميع العوامل ذات العلاقة، مثل صلابة الالتواء، وديناميكية المركبة، ومعالجة المكونات (تهيئتها بشكل مختلف وأفضل). وهذا العامل الأخير تحديداً هو الذي ألهم تصميم ساعة “تكفرايم” الجديدة؛ إذ كان الهدف هو تعظيم قيمة حركة HB6311شديدة التطور، وفي الوقت نفسه تضمينها داخل بنية شبكية تستدعي إلى الذهن تصميم شاسيه (هيكل) سيارات “فيراري”. ولم نحاول تكرار الأشكال الحسية والأيروديناميكية لهياكل سياراتنا؛ لأن الساعة ليست آلة أيروديناميكية، وبدلاً من ذلك عملنا كثيراً على مفهوم خفة الوزن ومتطلباته.
وكيف توصلت بالضبط إلى فكرة البنية الشبكية التي تتمتع بها الساعة؟
يمكن اعتبار الشاسيه (الهيكل) هو النقطة الرئيسية التي ينطلق منها نهج التصميم بالكامل، من المفاهيم الأولى وحتى آخر نموذج مرئي يتم فحصه قبل إنجاز النموذج الأولي النهائي. وقد منح استخدام البنية الشبكية (التشابكية) ساعة المعصم سحراً خاصاً مستمداً من جمال عناصر ميكانيكية معينة، منها بعض مكونات سيارات “فورمولا 1” مثل نظام التعليق الذي ألهم جماله الحقيقي فريق التصميم الخاص بنا.
ألا يمكن أن تكون المسافات السلبية (أو الانقطاعات) التي تتخلل البنية الشبكية للعلبة سبباً لتقليل الصلابة الهيكلية للساعة؟
لا، فراغات البنية لا تقلل الصلابة والقوة؛ لأن المواد المستخدمة هي التيتانيوم وألياف الكربون. وهذا التصميم لم يستلهم من هياكل سياراتنا فقط، بل أيضاً من أعمال المهندس والمعماري بيير لويجي نيرڨي، وهو خبير إيطالي مشهور بتصاميمه المعتمدة على دراسته لأماكن قوة البنية، حيث إن تصاميمه الهيكلية خفيفة الوزن تتبع مبدأ توزيع القوة على أجزاء البنية، ومشابهة للأشكال المستمدة منها في الطبيعة. وبالتالي كان علينا الموازنة بين الأشكال التي تتميز بالمقاومة العالية وخفة الوزن، ومن ثم استخدام المواد التي تمنحنا الصلابة المطلوبة.
تمثل ساعة “تكفرايم فيراري” مزيجاً مثالياً بين عالمي صناعة السيارات والساعات. فما مدى الصعوبة التي واجهتكم للجمع بين مثل هاتين الصناعتين المختلفتين؟
ما جعل المقاربة بين هذين العالمين ممكنة، هو أولاً الاعتقاد بإمكانية إجراء عملية تحويل ثقافي ثرية، وليست مجرد عملية نقل أفكار سطحية. ولذا فكل شيء كان ممكناً انطلاقاً من المبدأ الذي تعتمده “فيراري” في جميع مشروعاتها، وهو: احترام الوظائف والأهداف المحددة، مثل استخدام المواد عالية الأداء، فكانت الأشكال الناتجة عن ذلك تخفف الوزن وتعظم قيمة وأهمية دقة الشكل التي ترشدنا باستمرار في جميع مشروعاتنا.
هذه الساعة متجذرة بعمق في هوية “فيراري”؛ إذ تجمع بين القوة، والأداء العالي، والرشاقة. فهل كان من الصعب ترجمة هذه المبادئ إلى آلة صغيرة الحجم مثل ساعة المعصم؟
عندما تسلمنا إشارة البدء في تصميم ساعة “هوبلو تكفرايم” الجديدة، كان تصورنا هو أن هذه التجربة قد تكون مثيرة للاهتمام، وفي الوقت نفسه غير بعيدة عن ممارساتنا وعاداتنا التصميمية. ومن وجهة النظر التصميمية، فإن الساعة – إذا قارناها بالسيارات – جسم أكثر قابلية لتشكيله والتحكم فيه، وذلك من ناحية القطع والأجزاء المكونة. ورغم أن قطر علبتها يبلغ نحو 4.5سم، فإنه بفضل الأجهزة الافتراضية المتقدمة، فقد عرضناها أثناء جلسات العمل على التصميم كما لو كان قطرها يبلغ ثلاثة أو خمسة أمتار، وهذا ما أتاح لنا تناول كل تفصيلة من تفاصيل التصميم، وكذلك العمل حتى على مقياس مجهري (ميكروسكوبي). وبهذا فقد جاءت ساعة “تكفرايم فيراري توربيون كرونوغراف” كواحدة من السيارات المتقدمة، التي يتم إنتاجها في مصنعنا في مارانيلو، متجذرة بعمق في هوية “فيراري”، جامعة بين القوة، والأداء، والرشاقة، لتُجسد بذلك انصهاراً مثالياً بين عالمي صناعة السيارات والساعات.
تتوفر هذه الساعة في ثلاثة إصدارات: من الكينغ غولد، والكربون، والتيتانيوم، فأي هذه الإصدارات تفضل بصفة شخصية؟
انطلق مشروع هذه الساعة بهدف تحقيق تناغم بين المواد المختلفة، كما كان يجب وفقاً للتصميم أن يبدو القرص بلون داكن أكثر من بقية أجزاء الهيكل. وربما كان التيتانيوم باللون الرمادي هو أكثر المواد المناسبة لهذه الساعة، حيث تستثمر بشكل أفضل العلاقة بين “الامتلاء والفراغ” (المناطق الممتلئة والمناطق الفارغة)، لتعزيز مفهوم التصميم المبتكر.
والآن وقد أصبحت لديك تجربة أولى لتصميم ساعة بالكامل، هل ترغب في تكرار هذه التجربة؟ وما الذي ستفعله بشكل مختلف إذا حدث ذلك؟
نعم، إذا أتيحت لنا الفرصة للقيام بذلك، فلم لا؟ وبالحديث عن مشروع التصميم، فلم أكن لأغير أي شيء؛ لأننا سعداء بالفعل بالنتيجة التي حققناها؛ إذ كانت عملية التصميم عملية تطوير متناسقة أدت بنا إلى الوصول إلى هدفنا. ومع ذلك، فإن هناك أفكاراً قمنا بتطويرها أثناء مرحلة البحث، سنكون قادرين على تطبيقها في المستقبل، كما سنكون سعداء بذلك.