مجوهرات ”فيردي“ توازن ببراعة بين التكنولوجيا والمهارة الحرفية
مؤخراً أتيحت لنا فرصة لقاء ماركو فيردي، ابن مؤسس علامة المجوهرات الفاخرة “فيردي” والرئيس التنفيذي لها، للحديث معه حول دور المجوهرات الإيطالية في السوق العالمية، ومكان التكنولوجيا في صناعة المجوهرات..
بما أن “فيردي” إحدى أفضل 5 علامات للمجوهرات في إيطاليا، فما هي مكانة المجوهرات الإيطالية حسب اعتقادك، مع الأخذ في الاعتبار المنافسة التي تواجهها من قبل علامات المجوهرات من الدول الأخرى؟
لطالما ميزت العلامات الإيطالية نفسها عن منتجات الدول الأخرى، من خلال جودتها الفائفة في صياغة وتصميم المجوهرات. نعم بالطبع نحن على دراية بالمنافسة التي تواجهنا من قبل المجوهرات من الدول الأخرى، لكن إذا ثابرنا على إنتاج تصاميم جديدة وتحديث تقنياتنا، فعندها ستظل العلامات الإيطالية تقود سوق المجوهرات في المستقبل. ففي صناعة المجوهرات يتعلق الأمر كله بالتصميم والجودة، وهو ما نسعى جاهدين دائماً إلى تقديمه لزبائننا.
وفي الوقت الذي نستخدم فيه التكنولوجيا الحديثة في إنتاج المجوهرات، لا نزال مرتبطين بجذور إرثنا الإيطالي في هذه الصناعة؛ حيث يتم إنتاج جميع قطع مجوهراتنا بالكامل داخل ورشنا في إيطاليا؛ بدءاً من إنشاء التصميم وحتى إبداع المنتج النهائي. وهذا هو السبب في أن المجوهرات الإيطالية تقود السوق، وستستمر في القيام بذلك مستقبلاً.
نحن ندرك الخبرة التقنية التي تتميز مجوهرات “فيردي”، لكن هل يمكنك أن توضح لنا أي جانب من جوانب التصميم هو ما يجعل “فيردي” شديدة التميز؟
لدينا فريق من المصممين الذين يعملون على مدار العام، لإصدار ما لا يقل عن أربع أو خمس مجموعات جديدة. وبينما نضمن أن تكون هذه المجموعات متوافقة مع اتجاهات موضة المجوهرات في الموسم الذي سيتم إطلاقها خلاله، نحب أيضاً التلاعب بألوان قطع هذه المجموعات. فهذا هو مصدر قوتنا، حيث نحب أن نقدم تركيبات وتوليفات غير عادية تعد صفة شديدة التميز لمجوهرات وهوية “فيردي”. إلا أن هذا ليس بالأمر السهل؛ لأنه يجب علينا تقديم مجموعات جديدة كل عام، ذلك أننا لسنا علامة كبيرة وفي بعض الأحيان لا نكون متأكدين من أن تصاميمنا ستكون موضع ترحيب من جانب زبائننا.
وفي خلال عامين ستكمل “فيردي” 50 عاماً على تأسيسها؛ ولذلك فنحن لدينا الخبرة لاختيار التصميم المناسب للسوق المناسبة. وصحيح أننا جميعاً نرتكب أخطاء، لكننا سعداء الحظ كعلامة لأن جميع مجموعاتنا في السنوات الأخيرة حققت قبولاً جيداً جداً في السوق.
هل تتغير الأذواق من سوق إلى أخرى؟
نعم بالفعل تتغير؛ فسوق أوروبا – باستثناء الأماكن السياحية الشهيرة مثل إسبانيا، أو جنوب إيطاليا، أو اليونان – تفضل التصاميم الأكثر كلاسيكية. بينما الناس في الشرق الأوسط أكثر انفتاحاً على التصاميم الجديدة، والمزج بين الألوان، ويحبون أن تكون المجوهرات مصدراً للمرح والمتعة. أما في أجزاء محددة من أوروبا وأماكن أخرى من العالم، تكون الأفضلية للمجوهرات الماسية، التي تعد هناك أكثر أماناً.
ما هو الدور الذي ستلعبه التكنولوجيا في المستقبل بالنسبة إلى صناعة المجوهرات؟ وبالنسبة إلى “فيردي”؟
يجب علينا أن نكون مدركين تماماً أين تنتهي التكنولوجيا وتبدأ المهارة الحرفية؛ لأننا لا يمكننا إنجاز كل شيء باستخدام التكنولوجيا. وبالطبع جعلت التكنولوجيا حالياً عملية التصميم والتشكيل أسرع، من خلال مساعدة الكمبيوتر في إنتاج التصاميم والنماذج. لكن في النهاية يجب ترك الحرفية والصنعة للإنسان، فلا يمكن فعل كل شيء بواسطة التكنولوجيا؛ ولهذا يجب التوصل إلى التوازن الصحيح بين الأمرين.
وما مدى صعوبة أن تجد الحرفيين الذين يتمتعون بالمعرفة والخبرة المطلوبة التي تشترطها “فيردي” لتصنيع مجوهرات العلامة؟
بالفعل من الصعب جداً أن تجد مثل هؤلاء؛ لأن الجيل الأصغر سناً ليس بنفس جودة تدريب الجيل السابق. وهذه المشكلة لا توجد في إيطاليا فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم؛ فالحرفيون الجيدون وصلت أعمارهم بالفعل إلى منتصف الخمسينيات أو الستينيات. نعم التكنولوجيا موجودة، لكن الشباب يحتاجون إلى التعلم من خلال العمل إلى جانب الحرفيين ذوي الخبرة.
نعم هناك عدد من صائغي المجوهرات الشباب الجيدين، لكنهم يحتاجون إلى تعلم كيفية الاستفادة من التكنولوجيا، ومتى يتوقفون عن استخدام التكنولوجيا ويركزون على المهارة الحرفية. إنهم يحتاجون إلى خبرة في هذا المجال، وهذا هو التحدي الرئيسي الذي يواجه جيل الشباب.
ذكر اسم سوق واحدة لا توجد فيها “فيردي” في الوقت الحاضر، وتأمل أن تؤسس فيها حضوراً في المستقبل؟
كان لدينا حضور جيد في الولايات المتحدة سابقاً، ولكن حالياً ليس كثيراً. وهي سوق تتطلب الكثير من المدخلات المالية، وتحتاج إلى الكثير من التركيز الشديد لتحقيق أداء جيد. وأود تقوية حضورنا في الولايات المتحدة؛ لأنني أعتقد أن لدينا المجوهرات المناسبة للناس هناك.
وتعد الشرق الأوسط هي السوق الرئيسية لنا، حيث نتمتع بوضع جيد جداً هنا. أما في الشرق الأقصى فنحن نتطور عاماً بعد عام. في حين أن أفريقيا من المحتمل أن تكون سوقاً جيدة جداً بالنسبة إلينا، خصوصاً نيجيريا وغانا، فنحن لدينا بالفعل زبائن في هذه المنطقة، لكن المشكلة هي أنهم يجب عليهم أن يسافروا ليشاهدوا إصداراتنا وعروضنا. ونأمل في المستقبل أن تكون هناك نقطة التقاء جيدة ومناسبة، بالنسبة إلى المشترين الأفارقة وإلينا كذلك.