حتى من قبل افتتاح مصنع الساعات، كان لدى رئيس علامة كرونوميتري فِرديناند بيرتو؛ كارل-فريدريك شويفلي، هدف واضح ومحدد يتمثل في تقديم إبداعات معاصرة تتبع نهج عمل صانع الساعات العبقري فِرديناند بيرتو. وقد أدى ذلك إلى تقديم ساعة كرونوميتري إف بي 1 Chronomètre FB 1 في العام 2015، وهي ساعة يد تشبه ما كان ليبتكره صانع الساعات القدير فِرديناند بيرتو في عصرنا الحالي. وهذا العام تعود الدار بالإصدار المحدود الأخير من حركة كاليبر FB-T.FC، داخل علبة مستديرة الشكل في صورة ساعة كرونوميتري إف بي 2تي Chronomètre FB 2T.
Chronomètre FB 2T
بعلبة مثمنة الأضلاع، وحركة توربيون مزود بآلية لنقل الحركة بواسطة البكرة والسلسلة وهيكلية عامودية، لعبت ساعة الكرونوميتر كرونوميتري إف بي 1 دوراً رئيسياً في تحديد هوية مجموعة ساعات كرونوميتري فِرديناند بيرتو، ولتصير أيقونة للعلامة. يتم تقديم هذا الموديل الذي يضم الكاليبر FB-T.FC ليكون بمثابة العرض الأخير، مع إصدار من 38 ساعة فقط (إصدار محدود من 38 آلية حركة) تأتي للمرة الأولى ضمن علبة دائرية تحمل اسم كرونوميتري إف بي 2تي. ورغم أن كاليبر FB-T.FC مزوّد بجهاز لنقل القوة الثابتة يعرف بآلية نقل الحركة بواسطة البكرة والسلسلة، إلا أنه يتميز بطريقة عمل فريدة ومختلفة، إذ لا تتم عملية التعبئة بالطاقة من خلال برميل الطاقة، بل عن طريق عملية تفاضل وضعت في مركز البكرة، فتعمل هذه الآلية على تقليل القوة اللازمة لعملية التعبئة. وبالتالي، يتطلب الأمر ربط التاج سبعين مرة لملء النابض الرئيسي بكامل طاقته، بسلاسة ومن دون أدنى جهد. لاسيما أنه يمكن إمساك التاج بيسر وسهولة بفضل قطره الواسع الذي يبلغ 9 مم، كما زُوّد التاج أيضاً بجهاز أمان لحماية الحركة من ربط التعبئة المفرط.
بمعدل تفاوت يومي يراوح بين -1 و +2 ثانية في اليوم، يتخطى أداء دقة الكرونوميتر (دقة التوقيت) في ساعات فِرديناند بيرتو إلى حد بعيد المعايير المطلوبة للحصول على شهادة الهيئة الرسمية السويسرية لاختبارات الكرونوميتر COSC، ولتحقيق مثل هذه الدقة الفائقة تتكون القوة الدافعة في كاليبر FB-T.FC من بكرة وبرميل مقلوبين؛ أي أنهما معلقان ومرتبطان بسلسلة تضمن قوة ثابتة طوال مدة الاحتفاظ باحتياطي الطاقة التي تبلغ 53 ساعة. وُضع في أعلى برميل التعبئة مصلّب ثماني يعمل بأسلوب ميكانيكي على الحد من نطاق تشغيل النابض الرئيسي، ليكون عزم الدوران ثابتاً إلى أقصى حد. وعلى الرغم من أن البرميل يمكن أن يؤدي بنفسه ثماني دورات كاملة، إلا أن المصلّب الثماني يتيح ست دورات فقط محددة، من خلال تسنيناته الستة الموجودة على جانبه.
يتم إيصال هذا الإمداد الثابت من الطاقة إلى الميزان طوال مدة الاحتفاظ باحتياطي الطاقة التي تبلغ 53 ساعة، ضمن آلية التوربيون ذات التشغيل المركزي لعقرب الثواني، التي تمت المصادقة عليها بشهادة براءة الاختراع. فعند موضع الساعة 6 يتداخل حامل التوربيون بشكل مباشر مع عجلة الثواني (الرابعة)، بفضل عجلة موجودة عند محوره تتطابق في قياس قطرها وخصائصها مع عجلة الثواني. وبالتالي تدور كلتا العجلتين دورة كاملة خلال 60 ثانية؛ حيث تدور عجلة الثواني (الرابعة) في اتجاه عقارب الساعة، بينما تدور عجلة التوربيون بعكس اتجاه عقارب الساعة.
يقوم عرض احتياطي الطاقة في كاليبر FB-T.FC على تقنية مصادق عليها بشهادة براءة الاختراع. حيث ترتبط هذه الآلية مباشرة ببرميل تخزين الطاقة بواسطة عجلة تشغيل ذات قطر كبير، وتستخدم حركة تعبئة وتفريغ الطاقة من النابض الرئيسي لتحريك مخروط صعوداً ونزولاً على محور مركزي لولبي متصل بالصفيحة الأساسية للحركة. يقيس حركة صعود ونزول المخروط جهاز استشعار مائل ينتهي طرفه بأسطوانة من الياقوت. فعندما تكون الحركة مزودة بكامل احتياطي الطاقة، يكون المخروط في أعلى المحور اللولبي، وبالتالي تستقر ذراع جهاز الاستشعار عند قاعدة المخروط (عند طرفه الواسع القطر). أما عند قرب نفاد احتياطي طاقة الحركة، يدور المخروط متحركاً لأسفل المحور اللولبي؛ فيتناقص قطر المخروط عند جهاز الاستشعار الذي يقترب بذلك من مركز المحور اللولبي. تدور ذراع جهاز الاستشعار حوالي 15 درجة، كما يدور معها المسند الموجود أسفل منها، نظراً لأنهما يتشاركان نفس المحور. غير أن المسند هو الذي ينقل مستوى احتياطي الطاقة في الحركة إلى العقرب الموجود على طرف ميناء الساعة.
وإضافة إلى مزاياها المشار إليها، تتميز الحركة الميكانيكية يدوية التعبئة التي تعمل بها هذه الساعة بعدد من الخصائص الفريدة، حيث تقود حركة عقرب الثواني بشكل مباشر وهي تقنية مصادقة ببراءة اختراع، كما تتضمن مؤشراً لاحتياطي الطاقة معلّقاً مصادقاً ببراءة اختراع، وميزاناً متغير العطالة، ونابض توازن تم تشكيله يدوياً بمنحنى فيليبس عند طرفه الخارجي، وميزان رافعة سويسرياً، وثلاثة أنصاف جسور من السافير الشفاف، مثبتة على دعامات من الفولاذ المصقول والمنقوش. وتتمتع الحركة بتشطيبات يدوية وفقاً لأعلى معايير صناعة الساعات الراقية، وتنبض بمعدل 21600 ذبذبة في الساعة، وهي مصادقة بشهادة الكرونوميتر من الهيئة السويسرية الرسمية لاختبارات الكرونوميتر COSC.
تقدم الدار ثلاثة إصدارات من هذه الساعة، بعلبة بقطر 44 مم، تتضمن: ساعة FB 2T.2 مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، مع ميناء بلون أسود يتميز بصقل لامع، وساعة FB 2T.2-1 مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، مع ميناء من الروثينيوم يتميز بصقل لامع، وساعة FB 2T.1 مصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، مع ميناء بلون أزرق يتميز بصقل لامع. ويمكن تخصيص هذه الإصدارات من حيث: اختيار المعدن الذي تُصنع منه العلبة، ولون السوار الجلدي، والميناء وتشطيباته النهائية.
يأتي إصدار الذهب الأبيض، مزوداً بفتحة من السافير الشفاف، وتاج دينامومتري (بنظام اقتران) من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، والتاج مكلل بقرص من السيراميك بلون أسود. أما غطاء العلبة الخلفي فمصنوع من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، ومزود بلوح من البلور السافيري المضاد للانعكاس. تغطي العلبة بلورة سافيرية محدبة “chevée” ومضادة للانعكاس على الوجهين، تحمل نقشاً يدوياً لعبارة “Edition Finale”. وتقاوم العلبة تسرب الماء حتى عمق 30 متراً.
وتحتضن علبة هذا الإصدار ميناء صُنعت صفيحته الأساسية من النحاس الأصفر المصقول بتشطيبات عامودية لامعة، ومطلي بتقنية سي ڨي دي باللون الأزرق، يعلوه ميناء فرعي باللون الفضي والورنيش الأسود للساعات والدقائق عند الساعة 12، ومسار للثواني على شكل سكّة باللون الفضي والورنيش الأسود، ومؤشر لاحتياطي الطاقة منقوش على الصفيحة الأساسية، كما يحمل الميناء نقش عبارة “Chronomètre Val-De-Travers Suisse. وفوق الميناء نرى عقارب مهيكلة ومتعددة الأوجه على شكل خنجر، للساعات والدقائق، من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، وعقرباً على شكل سهم لمؤشر احتياطي الطاقة من الذهب عيار 18 قيراطاً المطلي بتقنية سي ڨي دي باللون الأزرق، وعقرباً مركزياً دوّاراً للثواني من البرونز المطلي بالروديوم.
وتُقدّم الساعة مع حزام مصنوع من قطعة واحدة من جلد التمساح مع حواف منحنية وخياطة يدوية، يتوافر بأحجام مختلفة عند الطلب، ومزود بمشبك مطوي بطية مزدوجة وطول قابل للتعديل، من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، ويتوافر إبزيم دبوسي عند الطلب.