من المؤكد أن منتجات وتجارب دار منتجات الرفاهية الفاخرة “مون بلان”، تقع ضمن فئة خاصة بالعلامة وحدها، والشاهد على ما هذا هو إطلاق تشكيلة حديثة في قطاع أدوات الكتابة الفاخرة؛ هي مجموعة “مون بلان باترون أوف آرت هوميدج تو أدريان ليميتد إيديشن”، التي تم إطلاقها في مدينة أفسس في تركيا. وهناك انتهزت مجلتنا الفرصة للقاء فرانك جويل، مدير علامة “مون بلان” في الشرق الأوسط والهند وأفريقيا، حيث دار حديث مطول حول سبب تركيز “مون بلان” في الوقت الحالي على ما يمكن أن نسميه فن رواية القصص..
لماذا نحن هنا في هذه المنطقة الجميلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط؟
نحن هنا في تركيا من أجل إطلاق إصدارنا الجديد “باترون أوف آرتس ليميتد إيديشن – أدريان”.
ولماذا اختارت “مون بلان” تكريم الإمبراطور الروماني أدريان؟
هذه هي الشخصية السابعة والعشرون التي نقوم بتكريمها ضمن مجموعتنا “راعي الفنون” – “باترون أوف آرتس“؛ وفي كل مرة نحاول أن نجد الشخصية التاريخية ذات الصلة باسم المجموعة، من ناحية أن يكون الشخص راعياً للفنون أو العمارة الهندسية. وإنها لنعمة جميلة بالفعل أنهم كانوا قادرين أثناء حياتهم على فعل ما يمكننا أن نكرمهم بشأنه بعد مغادرتهم هذه الدنيا. أما أدريان، أو أدريانوس، فكان صاحب إمبراطورية تتألف من ثلاث قارات، و قد ترك لنا كإمبراطور إرثاً لا يزال متصلاً برعاية الفنون حتى اليوم. ويتضمن هذا الإرث معبد “البانثيون” في روما، و”معبد أدريان” هنا في أفسس، والذي نزوره اليوم.
كيف يُقارن عملك الحالي في الشرق الأوسط مع مركزك السابق في أميركا اللاتينية؟
أسواق الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية شديدة الاختلاف، وإن كانت متشابهة في بعض الجوانب. وكان الأمر مدهشاً للغاية عندما وصلت إلى الشرق الأوسط قبل عامين، ولا يزال هذا صحيحاً حتى اليوم. ولكوني قضيت ما يقرب من 15 عاماً في أميركا اللاتينية، فيمكن القول إن ثقافة الشرق الأوسط مختلفة جداً، حيث تلعب التقاليد والتراث دوراً رئيسياً فيها. وإنها لهبة بالنسبة إلى دار مثل “مون بلان”، أن تكون حاضرة في منطقة مثل هذه، وخصوصاً مع بنية سكانية شابة جداً؛ وهي مجموعة أو شريحة تُعد “مون بلان” وثيقة الصلة بها جداً. وكما كان الحال في أميركا اللاتينية، فإن الناس في الشرق الأوسط أيضاً يستقبلوننا بترحاب كبير.
ففي دبي، على سبيل المثال، لا يمكننا أن نحصي عدد الجنسيات المختلفة الموجودة في الإمارة. ويتميز الناس في الشرق الأوسط بأنهم شديدو الترحاب بالآخرين، وهذا يعني أن الهدايا تلعب دوراً كبيراً في هذه المنطقة؛ فعندما ترحب بالناس فأنت تقدم إليهم الهدايا، و”مون بلان” هي المكان المثالي للحصول على الهدايا.
وكيف هو أداء “مون بلان” في الشرق الأوسط؟
لدى “مون بلان” وجود تاريخي في الشرق الأوسط، واليوم لدينا في الشرق الأوسط 40 متجراً، وقد ظل نمو سوق الشرق الأوسط بالنسبة إلينا ثابتاً للسنوات القليلة الماضية. كما أن دول المنطقة تتطور، مثل المملكة العربية السعودية، حيث لدينا هناك 8 متاجر، ونخطط لافتتاح 5 أخرى خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة. ويمكن القول إن أمام “مون بلان” مستقبلاً رائعاً في المنطقة.
ما الذي تعتبره نقاط قوة “مون بلان”؟
لدينا عدد غير قليل من نقاط القوة؛ فنحن في “مون بلان” روّاد؛ من حيث منتجاتنا، وطريقتنا في تصميم هذه المنتجات، كما في طريقتنا للعمل معاً، وطريقتنا في المحاولة الدائمة لإيجاد حلول ووسائل جديدة للوصول إلى زبائننا. وأود هنا أن أشير إلى الهند كمثال، والتي تُعد جزءاً من هذه المنطقة؛ حيث افتتحنا في الهند 10 متاجر على مدار العامين الماضيين؛ وذلك لأننا روّاد ولأننا نريد أن يتمتع زبائننا في الهند بتجربة “مون بلان” داخل بلدهم وفي موطنهم.
أما نقطة قوتنا الثانية فهي أننا رواة قصص؛ فكل منتج تراه من منتجاتنا – من الساعات وحتى أدوات الكتابة – يروي لك قصة ما. كما أن هناك أيضاً قصة وراء ذلك المنتج؛ كيف توصلنا إلى ذلك المنتج ولماذا يُوجد الكثير من التفاصيل في ذلك المنتج. وجميع التفاصيل التي تجدها، هناك سبب لوجودها في هذا المنتج، وكل شيء تم تقديره وحسابه والتفكير فيه. وعندما نتحدث الآن عن “مون بلان”، فنحن لم نعد نتحدث عن جودة المنتج؛ لأننا نعلم تماماً أن الجودة موجودة، وأنها موجودة منذ نشأة الدار. وبذلك يتمثل عملنا – والتحدي الخاص بنا – اليوم في التأكد من أنه بالنسبة إلى جميع منتجاتنا، فإن القصة التي نريد أن نرويها ستكون هي التجربة التي سيشعر بها الزبون عندما يلمس منتجنا.
بالحديث عن التجارب، من أين أتت فكرة تصميم أو تصنيع المنتجات حسب الطلب؟
لكي أكون صريحاً، ليست لدي أي فكرة عمن هو الذي طرح هذه الفكرة في الأساس، فنحن دائماً نعمل كفريق، لكن السبب الذي جعلنا نخرج بتلك الفكرة هو أننا دائماً نبحث عن أفضل السبل لخدمة زبائن وعملاء العلامة. وكما أن كلاً منا لديه بصمات أصابع تختلف عن الآخرين، فإن كلاً منا أيضاً لديه طرق مختلفة للكتابة؛ فطريقة كتابتي تختلف عن طريقة كتابة ابنتي، أو ابني، أو والدي. لذلك فإن طرف أداة كتابة (سنّ قلم) واحد لا يمكن أن يلبي احتياجات الجميع؛ من حيث طريقة وأسلوب الكتابة.
وإضافة إلى امتلاكك أسلوبك الخاص في الكتابة، فإنك لا تستخدم أداة الكتابة الخاصة بك بنفس الطريقة دائماً. فإذا كنت ستستخدمها لكتابة يوميات؛ ففي تلك الحالة ستكون الكتابة بطيئة جداً، ولكن عندما تقوم بتوقيع شيء ما فإنك ستكتب بشكل سريع جداً. ولذلك فإن طرف أداة الكتابة الذي يجب أن يكون لديك لن يكون هو نفسه؛ لأن الطريقة التي تميل بها يدك في كتابة الحروف عندما توقع أو عندما تكتب يومياتك ليست هي نفسها. فهدفنا كان صنع أداة الكتابة المثالية لزبائننا وأصدقاء العلامة.
ما هي التحديات التي تواجهها “مون بلان” في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى أدوات الكتابة؟
قبل بضع سنوات، عندما ظهرت الساعات الرقمية، فإن الجميع في السوق وليس “مون بلان” فقط؛ اعتقد أن الساعات التناظرية – وبالمثل فن الكتابة – ستختفي. لكن ما حدث هو العكس، فكلما انتشرت الساعات الرقمية، زاد الطلب على الساعات التناظرية. وفي الأعوام القليلة الماضية، شهدنا نمواً في فئة أدوات الكتابة، وهو نوع من النمو لم نشاهده من قبل. وأستطيع أن أرى سبباً واحداً فقط لذلك؛ هو أننا بحاجة إلى البقاء متصلين بالواقع، وإحدى أفضل الطرق لتحقيق ذلك، وكذلك للتعبير حقاً عن أفكارك؛ هي من خلال الكتابة باليد، وليس من خلال النقر على لوحة المفاتيح.
شهدت فئة منتجاتكم الجلدية نمواً استثنائياً في الأعوام الأخيرة؛ فما تعليقك على ذلك؟
المنتجات والسلع الجلدية اليوم هي إحدى فئاتنا الأسرع نمواً، وهذا ينطبق على السلع الجلدية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم. والمنتجات الجلدية متوسطة الحجم تُعد قسماً جديداً شهد نمواً جيداً في السنتين الأخيرتين، وهي تقع بين قسمي السلع الجلدية الصغيرة والكبيرة، وأصبحت هي الاتجاه السائد حالياً. وهذا أيضاً ينطبق على خط حقائب السفر الذي تم إطلاقه حديثاً، والذي قمنا بإزاحة الستار عنه العام الماضي؛ حيث حقق وقتها – ولا يزال – نجاحاً كبيراً.
وما هي التحديات بالنسبة إلى قطاع الساعات؟
بالنسبة إلى الساعات، فإن التحديات مختلفة، فنحن كما تعلم لدينا فئات مختلفة من الساعات. فإحدى ساعاتنا هي “صمّيت 2 سمارت واتش”، وهي ساعتنا الذكية الثانية، والتحدي هنا هو الحصول على قطع كافية من مقرنا الرئيسي؛ فقد أطلقنا هذه الساعة قبل بضعة أشهر، وخلال شهر واحد كانت جميع متاجرنا قد نفد مخزونها من هذه الساعة. وبالمقارنة مع ساعة “صمّيت 1” كان ذلك نجاحاً ساحقاً، ورغم أننا قمنا بزيادة عدد الساعات المصنّعة إلا أن ذلك أيضاً لم يكن كافياً لتغطية الطلب.
وفي أي الفئات تتوقع حدوث الزيادة الأكبر من حيث النمو؟
سيكون النمو الأكبر في السنوات القليلة المقبلة في فئة الساعات الرقمية، وذلك بفضل المنتجات والإصدارات الجديدة التي ستظهر قريباً جداً. وعلى سبيل المثال، فقبل بضع سنوات أطلقنا “أوغمنتد بيبر” (“الورق المعزز) بنجاح، كما حققت ساعة “صمّيت 2” أيضاً نجاحاً ساحقاً، ولدينا عدة منتجات رقمية ستظهر قريباً، وكذلك فإن الساعات والمنتجات الجلدية تحقق نمواً أيضاً. وحالياً تحقق الساعات نجاحاً كبيراً في جميع الدول التي لدينا فيها وجود، وحتى في ذلك العدد المحدود من الدول التي يُعد وجود “مون بلان” فيها حديثاً جداً؛ فإننا نرى أن فئة الساعات تنمو بسرعة كبيرة. وبدورها تنمو المنتجات الجلدية أيضاً بسرعة كبيرة، وذلك بفضل فئة حقائب السفر الجديدة والسلع الجلدية المتوسطة الحجم؛ فهذان الخطان – اللذان يُعدان فئتين صغيرتين ضمن فئة المنتجات الجلدية – يرفعان مبيعاتنا في جميع متاجرنا.
كيف تقضي يومك عندما تكون في إجازة من العمل؟
بالتأكيد، وفي مثل منصبي، فأنا دائماً على تواصل بالعمل. إلا أنني عندما أكون مع أسرتي وأطفالي، أحاول أن أمنحهم وقتاً ممتعاً؛ وهو الوقت الذي أحتاج إلى أن أقضيه معهم، وكذلك هو الوقت الذي يحتاجونه مني. ومعظم أوقات الراحة بالنسبة إلي أقضيها معهم، وعلى سبيل المثال أثناء إجازة “العيد” كنت معهم لمدة خمسة أيام، وأثناء تلك الأيام الخمسة كنت بعيداً عن العمل تماماً، والفضل في ذلك يرجع إلى أنها كانت أيام عطلة بالنسبة إلى المنطقة بأكملها، فلم أكن أنا الوحيد الذي لا يعمل.
وما هي الأمور التي تشغف بها؟
شغفي الأول هو أطفالي؛ وأعتقد أن أفضل اللحظات التي أعيشها في حياتي هي أكثرها بساطة؛ مثل أن أتشارك شرب كوب من القهوة مع صديق وتبادل الحديث لساعات، أو الذهاب في نزهة على الشاطئ أو في الريف. ولدي منزل على جزيرة في مايوركا بإسبانيا، ويمثل الذهاب في نزهة والمشي هناك بمفردي طريقة رائعة لتجديد شبابي؛ وهو أمر نحتاج إليه جميعاً اليوم. وبشكل عام، فإن التعاملات اليومية التي أجريها مع أصدقائي وفريقي؛ التعاملات والتبادلات البسيطة التي نتشاركها، وكذلك اللحظات البسيطة؛ هي أكثر ما يسعدني.
أخيراً ما هي رسالتك إلى جميع عشاق إبداعات “مون بلان”؟
لدي رسالة إلى عشاق “مون بلان” وأصدقاء العلامة؛ هي أننا في الدار يجب أن نضمن الوفاء بوعدنا بنفس الطريقة التي نقوم بها منذ العام 1906، وذلك لنفاجئكم بكل منتج نقوم بطرحه، وأن نقدم لكم الأفضل في كل مرة، وأن نمنحكم التجارب التي تعودتموها منا، من خلال جودة منتجاتنا وروايتنا للقصص.
