54 ًا عرفت مياه الخليج العريب صيد الآلئل منذ أقدم العصور، وتُعد موطن ألقدم مصايد اللؤلؤ يف العالم. وقبل اكتشاف ما يختزنه باطن األرض يف دول الخليج من ثروات نفطية، اعتمد اقتصاد هذه الدول بشكل كبير على تجارة اللؤلؤ؛ حيث شهد القرنان الثامن عشر والتاسع عشر ذروة تجارة اللؤلؤ الطبيعي يف هذه المنطقة. وبحلول منتصف القرن العشرين وحتى أواخره، أدى التقدم يف استنبات اللؤلؤ إىل تراجع تجارة اللؤلؤ الطبيعي بشكل حاد، كما اختفى تقريبا صيد اللؤلؤ من مياه الخليج. ويُذكر أن العديد من الغواصين يكرمون أحباءهم، من خالل ممارسة األساليب القديمة للغوص على اللؤلؤ بغرض صيده. وإذا كان اكتشاف النفط قد جعل من قطر واحدة من أغنى دول العالم، إال أن هذه الدولة الخليجية صغيرة المساحة لم تنس جذورها البحرية. أثناء الفترة التي شهدت ذروة تجارة اللؤلؤ، كانت هذه الصناعة % تقريبا من دخل سكان منطقة الخليج العريب، حيث كان 95 تمثل الغواصون يبحرون يف رحالت تستمر أشهرا للغوص يف األعماق السحيقة الستخراج محار وأصداف اللؤلؤ. واليوم، يحظى اللؤلؤ بتكريم كبير من المواطنين يف جميع أنحاء قطر، وذلك إشادة بالتضحيات التي قدمها أسالفهم، والتي كانت يف نهاية المطاف سببا يف تقدم وازدهار دولتهم. وتُعد تشكيلة «بيرد أون آ بيرل» شهادة إبداعية حاضرة على إرث «تيفاين»، المتعلق بإبراز وتسليط الضوء على أكثر األحجار الكريمة ندرة محارة بحرية طبيعية، فإن محارة 10,000 واستثنائية يف العالم. ومن بين واحدة فقط هي التي تنتج لؤلؤة طبيعية يمكن استخدامها يف صناعة المجوهرات، ومن هذا العدد الصغير من المحار، فإن نسبة صغيرة هي التي تتناسب مع معايير جودة «تيفاين». وهكذا فإن العثور على لؤلؤة طبيعية واحدة فقط تلبي معايير جودة «تيفاين»؛ يُعد أمرا استثنائياً. أما الندرة المتمثلة يف صياغة تشكيلة كاملة من الآلئل الطبيعية؛ بحيث تتمتع جميعها باللمعان الفائق، واللون النادر االستثنايئ، والشكل والحجم المميزين – فهي تعد ابتكارا رائدا سباقاً. مع اإلشارة إىل أنه لم يعد هناك وجود لصيد الآلئل بشكل تجاري؛ بسبب ندرتها الشديدة نتيجة الصيد الجائر، عالوة على التقدم الذي شهدته تقنية استنبات اللؤلؤ.
RkJQdWJsaXNoZXIy MjE3NjM3NQ==