Jewellery World 2022
تُعد حقبة «آرت نوڤو»-«الفن الحديث» في تاريخ صناعة المجوهرات إحدى الفترات المفضلة لديّ، فالمجوهرات التي أبدعها أمثال دار «لاليك» وجورج فوكيه وهنري ڤيڤير؛ والذين اختاروا مواد شبه ثمينة بل حتى غير ثمينة؛ ليصوغوا إبداعاتهم – هذه المجوهرات تمثل بهجة ومتعة للحواس. وقد تم تقدير القطع البارزة المهمة التي أُبدعت في تلك الحقبة، نظراً لأصالتها وتميز تصميمها أ كثر من القيمة الفعلية للمواد التي صيغت منها. وقد تأثرت حركة «الحداثة» الفنية بأسلوب «آرت نوڤو» الذي تعود جذوره إلى برشلونة في ثمانينيات القرن التاسع عشر. هنا، نقدم للقارئ بعض نماذج هذه المجوهرات التي طُرحت للبيع في المزاد العام الماضي. «الحداثة».. عندما يلتقي الفن والمجوهرات Jewellery World 82 رغم أن هذه الحركة اشتُهرت بتعبيراتها وتجسيداتها المتعلقة بفن العمارة، إلا أنها امتدت إلى جميع مجالات الفنون الزخرفية والفنون الجميلة. في نهاية القرن التاسع عشر، كانت كتالونيا منطقة غنية وقوية تسعى إلى التحرر والانفصال عن إسبانيا القشتالية. وتلك هي الفترة المعروفة باسم «عصر النهضة الكتالونية»، والذي نُقلت أفكاره ونُشرت عبر الازدهار الفني لحركة «الحداثة» من خلال برشلونة كمركز يموج بالحياة. استقر الكثير من الكتّاب والشعراء والمعماريين هناك، حيث شاركوا في تجديد ونهضة المدينة التي تميزت هويتها بشكل قوي بفنانين مثل أنطونيو غاودي ولويس دومينيك إي مونتانير. كان مقصد أولئك الفنانين خلق أسلوب يعكس الروح الكتالونية، في الوقت الذي يضمن الحفاظ على جماليات برشلونة. يتميز الأسلوب الفني لحركة «الحداثة» بخطوطه المنحنية والمتعرجة، واستخدام الزخارف الإسلامية وتلك التي على شكل أزهار، في مزيج من التقاليد والأساطير الكتالونية ينعكس في الألوان الزاهية التي يمكن رؤيتها ومصادفتها في جميع أنحاء مدينة برشلونة. وفي تلك الفترة، شُيّد العديد من المباني الحداثية؛ مثل «كاسا باتيو»، و«بالاو دي موسيكا كاتالانا»، و«ساغرادا فاميليا»، و«بارك غويل». كان هذا الزخم من الحداثة هو ما أدى إلى ذوبان لويس ماسرييرا كلية في المخزون القديم من متجر مجوهرات العائلة، من أجل إبداع مجموعة جديدة تماماً. بعد ستة أشهر، قوبلت تلك الخطوة الجريئة بالنجاح. وتُمثل إبداعاته تجسيداً لأسلوب مليء بالرمزية والغموض، حيث كل قطعة مزينة بطلاء المينا متعدد الألوان الآسرة بجودة رائعة، ما يثبت البراعة والإتقان الفائقين اللذين يميزان الإبداعات التي خرجت من ورشات ماسرييرا. كان فوسيت إي غراو، ومقره أيضاً برشلونة، يستمد الإلهام من هذه المدينة. فإلى جانب الفن المعماري المبتكر للغاية، كانت المدينة لا تزال تحافظ على الأحياء القديمة مثل «باريو غوتيك»؛ حيث يصادف المرء الآثار الرومانية فضلاً عن المباني التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى. وتُعد إبداعات فوسيت إي غراو فريدة من نوعها، تماماً مثل المدينة التي خرجت فيها هذه الإبداعات، كما تمثل أسلوباً يجمع بين عناصر العمارة القوطية وتقاليد الصنعة الكتالونية مع ذخيرة من الزخرفة الحديثة. المعلومات والصور: بتصريح من دار «سوثبيز»
RkJQdWJsaXNoZXIy MzM4MjE=