Jewellery World 16 المجوهرات الإتروسكانية في حين تشتهر فرنسا بعلاماتها في صناعة المجوهرات الراقية، إلا أن هناك عددا لا بأس به من دور المجوهرات الفاخرة التي تعتبر إيطاليا موطنا لها. وعلى رأس هذه القائمة بالطبع تأتي علامة «بولغري»، التي تحتفي بجذورها الرومانية، وتشمل علامات المجوهرات الأخرى التي تتخذ من إيطاليا مقرا لها «بوتشيلاتي»، و«روبرتو كوين»، و«بالميرو»، و«ڤيردي»، و«أورو تريند»، و«ڤيرنييه»، و«باسكوال بروني». وتعتمد جميع هذه العلامات على إرث قديم في صناعة المجوهرات وتستمد منه. وتعد المجوهرات الإتروسكانية، أو الإترورية – وهي المجوهرات التي ظهرت في منطقة إتروريا – من القطع التي فتنت علماء الآثار الذين يستخرجونها بشكل متكرر من خلال عمليات التنقيب. في هذا المقال نتتبع تطور المجوهرات الإتروسكانية، التي تشكل اليوم أساسا للمجوهرات الإيطالية. من هم الإتروسكانيون؟ كما يشرح موقع «ويكيبديا» فإن «الحضارة الإتروسكانية كانت حضارة قديمة أنشأها الإتروسكانيون، وهم شعب سكن منطقة إتروريا في إيطاليا القديمة، وكانت لديهم لغة وثقافة مشتركة وشكلوا اتحادا من الدول المدن. في أوج توسعها، كانت الحضارة الإتروسكانية تغطي تقريبا المناطق التي تُُعرف اليوم باسم توسكانا، وغرب أومبريا، وشمال لاتسيو، إضافة إلى ما يُُعرف اليوم باسم بو ڤالي، وإميليارومانيا، وجنوب شرق لومبارديا، وجنوب ڤينيتو، وغرب كامبانيا». وقد سيطر الإتروسكانيون على إيطاليا حتى تغلبت عليهم الإمبراطورية الرومانية، التي كانت تتوسع بسرعة، في الحروب الرومانية الإتروسكانية، والتي يُُعتقد أنها بدأت حوالي قبل الميلاد. وبعد ذلك، اندمج الإتروسكانيون في الإمبراطورية الرومانية 509 العام عصور صناعة المجوهرات الإتروسكانية حوالي القرن الثامن قبل الميلادي، تم الاعتراف بالإتروسكانيين كحضارة متميزة بحد ذاتها، حيث كانت لهم ثقافتهم وأساليبهم الخاصة في صناعة المجوهرات. وعلى الرغم من أن تقنيات صناعة المجوهرات مثل التحبيب، والنقش البارز، والزخرفة الدقيقة؛ قد استُُخدمت سابقا في حضارة بلاد ما بين النهرين والحضارة المصرية، إلا أن الإتروسكانيين هم من أتقنوا هذه التقنيات لإبداع روائع من المجوهرات كانت معقدة ورقيقة وتتميز بالدقة التقنية. وكما هي الحال في الحضارة المصرية القديمة، كان الإتروسكانيون يؤمنون بشدة بالحياة بعد الموت، وبسبب هذا الاعتقاد فإننا نلمس مدى البراعة التقنية والحرفية الفنية في المجوهرات الإتروسكانية، حيث إن قبور الإتروسكانيين مليئة بالممتلكات الجنائزية والمجوهرات. وعلى الرغم من العثور على الكثير من المجوهرات الذهبية التي تنتمي إلى الثقافة الإتروسكانية، فإن الذهب نفسه كان من الصعب الحصول عليه. وربما كان هذا هو السبب وراء شيوع تقنيات تستخدم كميات أقل من الذهب، في حين ضمنت الحرفية الدقيقة أن النتائج كانت مجوهرات رائعة تتميز بتفاصيل دقيقة ومعقدة بشكل لا يُُصدق. على سبيل المثال، استُُخدمت الصفائح الذهبية الرقيقة في أعمال النقش البارزة، بينما استُُخدمت حبيبات دقيقة من الذهب في أعمال التحبيب أو التجزيع، أما بالنسبة إلى أعمال الزخرفة الدقيقة، فقد استُُخدمت الخيوط الذهبية الرفيعة. لم يكن الإتروسكانيون معروفين فقط بمهاراتهم في تطويع المعادن، بل كانوا أيضا ماهرين بنفس القدر في استخدام الأحجار الكريمة مثل السافير والزمرد والعقيق، مما جعلهم روّّادا في مجال الفن الزخرفي في أوروبا. العصر الڤيلانوڤاني يشير العصر الڤيلانوڤاني في الثقافة الإتروسكانية إلى ثقافة تعود إلى العصر قبل الميلاد. وللأسف، 720-900 الحديدي المبكر، يعود تاريخها إلى حوالي فإنه حتى الآن لم يتم العثور إلا على القليل جدا من المجوهرات التي يعود تاريخها إلى تلك الفترة. ويبدو أن الإتروسكانيين، في تلك المرحلة من ثقافتهم، لم يتركوا وراءهم سوى القليل من القطع التي تدل على الفخامة والرفاهية، حيث يبدو أنهم عاشوا حياة بسيطة. وتؤكد القطع القليلة التي عثر عليها علماء الآثار من تلك الفترة، أن الإتروسكانيين أنفقوا الوقت والمال في صنع قطع زخرفية، وأن المجوهرات كانت بالفعل رمزا للمكانة الاجتماعية آنذاك كما هي الحال الآن.
RkJQdWJsaXNoZXIy MjE3NjM3NQ==